هذا كان رأيي في كارثة السابع من أكتوبر منذ الأيام الأولى. وكنت أرى أنه لا حل لتجنب المذبحة إلا بإطلاق الرهائن فورًا، وتسليم السلاح، وخروج قادة حماس من غزة وتسليمها للسلطة المعترف بها دوليًا. لكن في ذلك الوقت كانت هرمونات العنتريات العربية طاغية، وأوهام الطوفان الذي سيصل إلى

الغياب التام لإيران عن المشهد الفلسطيني مفهوم، وهو إنجاز كبير بعد أن اختطفت القضية وتاجرت بها خلال العشرين سنة الأخيرة. وإضافةً إلى صعود خيار حلّ الدولتين وسقوط خيار الانتحار المسلّح، تعود القضية الفلسطينية إلى يد الدول والأنظمة العربية الداعمة، وتخرج من يد الميليشيات (حزب الله،

بالتأكيد، عودة الفلسطينيين في غزة إلى بيوتهم التي هُجّروا منها أمر يفرح القلب. لكن تصوير ذلك على أنه انتصار هو دليل صارخ على الفيروس الذي ضرب عقل هذه الأمة وأصاب وعيها بالعمى والبلادة. وكأن ما جرى بعد 7 أكتوبر كان ملحمة بطولية تستحق التكرار والاحتفال كل عام. لقد اجتمع في مشهد

كل أنواع الجماهير قابلة للتضليل في ظروف معينه. لكن هناك فرق بين الجماهير المعرضة للتضليل، والجماهير المتعطشة للتضليل. الجماهير المعرضة للتضليل تضل محتفظة بقدرة التفكير العقلاني والخروج من حالة التضليل الى الواقع. أما الجماهير المتعطشة للتضليل فهي تبحث فيه عن مخدر يساعدها على

من الواضح أن وقف إطلاق النار قائم على فكرة تحويل حماس من ميليشيا تحمل شعار المقاومة إلى قوة شرطة محلية في غزة، تضمن أمن إسرائيل مقابل بقائها. عملية القتل الجماعي التي تقوم بها بعد أقل من 24 ساعة من وقف إطلاق النار تمت بموافقة ترامب وإسرائيل، حسب التصريحات المعلنة. الجانب القطري

أظن، وبعض الظن ليس إثماً، أن عملية إعادة تعبئة وتغليف حماس قد بدأت على نفس شاكلة إعادة تعبئة وتغليف جبهة النصرة عام 2015، وعلى يد نفس اللاعبين (قطر وتركيا)، ولنفس الغرض (الانتقال من الجهادية الخارجية إلى الجهادية الداخلية، أو بتعبير منظِّريها: الانتقال من العدو البعيد إلى «العدو»

هوامش على دفتر الهزائم العربية ……………………….. هامش أول: في أن الاعتراف بالهزيمة شرط لتجاوزها الإصرار على ضرورة الاعتراف بالهزيمة ليس ترفًا فكريًا، بل شرط أساسي للنهوض. فالإنكار النفسي Denial، وهو آلية دفاع نفسي يلجأ إليها العقل لتجنّب مواجهة الواقع المؤلم، وحين يعجز

اعلنت السلطات السويدية أن المتهم بقتل سلوان موميكا، الذي اشتهر بتنظيم فعاليات لحرق المصحف في السويد، هو شاب سوري لاجيء في العشرينات من عمره. صفحات التواصل الاجتماعي العربية احتشدت بآلاف التعليقات التي تؤيد جريمته! تعليقات متوحشة لا يمكن أن تصدر إلا من ذلك الضمير النرجسي الذي

أجهزة الإعلام التابعة للحكومة "الشرعية"، ومعها بعض المحللين والمروجين، بدت وكأنها تحتفي باحتجاز طيار مدني على خلفية لقبه! وأمام هذا المشهد، نجد أنفسنا في حيرة: هل ينبغي أن ننتقد الشرعية على ضعفها وانجرافها نحو أفعال ميليشياوية وتفاهات كهذه، أم نأسف لحالها بسبب تدني مستوى من

كنا نسخر من الحوثيين بسبب تفاهات متحدثيهم من أمثال نصر الدين عامر، وحسن العزي، ومحمد علي الحوثي، ومحمد البخيتي… لكننا اليوم نرى حال “الشرعية” وقد أصبحت لا تجد من يتحدث باسمها سوى أشخاص بمستوى وعقلية مماثلة لناطقي الحوثيين. تخيّلوا حكومة شرعية يتحدث باسمها أشخاص مثل أسامة

هناك مسؤول رسمي في الشرعية اسمه عارف أبو حاتم، يقول إنه حاصل على الدكتوراه، مع أن مستوى ما يكتبه يثير العجب. في فيديو قصير له حول الطيار المختطف (أُظن تم اطلاق سراحه)، والطائرة المختطفة (المزعومة)، قال إنه لديه معلومات بأن الطائرة كانت ستُختطف عن طريق ملئها بركاب قادمين من مناطق

مسألة الانشقاقات في صفوف الميليشيا الحوثية، التي يحتفي بها البعض، ليست جديدة، ولا تدلّ على قرب انهيار كما يتحمّس آخرون. فمن الناحية المقابلة، هناك أيضًا انشقاقات في صفوف الشرعية، وانضمام قادة عسكريين منها إلى صف الحوثي. تغيير الشريحة والانتقال السهل والسلس من صفٍّ إلى آخر سلوكٌ

حماس والحوثيون ليسا حزبين سياسيين تقليديين، وعندما استوليا على السلطة لم يتحولا (ولن يتحولا) إلى دولة، بل ظلاّ (وسيستمران) يحكمان كجماعتين “تحت-دولتيتين” أو “ما دون الدولة”. التشابه الكبير بين سياسات حماس في غزة وسياسات الحوثيين في اليمن — من إنشاء دولة داخل الدولة، والتملص من

حماس والحوثيون ليسا حزبين سياسيين تقليديين، وعندما استوليا على السلطة لم يتحولا (ولن يتحولا) إلى دولة، بل ظلاّ (وسيستمران) يحكمان كجماعة “تحت-دولتية” أو “ما دون الدولة”. الحزب التقليدي يتحول الى دولة ويقولب نفسه بعدها لخدمة الدولة. الميليشيا تحت الدولتية تمتص الدولة لصالحها

سألني صديق قبل شهور: لماذا أدّت هزيمة يونيو 1967 إلى مراجعات فكرية عميقة واعتراف صريح بالهزيمة، بينما لم تُفضِ نكسة/نكبة أكتوبر 2023/2024 إلى نتيجة مشابهة؟ على العكس من ذلك، ورغم أن الآثار الكارثية للنكسة الجديدة تفوق كل هزائم الأنظمة العربية السابقة، إلا أن هذيان الانتصار

شيء مؤسف أن يقوم “سفراء اليمن” في الجزيرة بالانضمام إلى جوقة التلميع الإعلامي لجرائم الحوثي. محاولة ربط التدخل الإسرائيلي ضد ثورة 26 سبتمبر بمغامرات الحوثي الحالية في باب المندب إهانة للثورة والثوار، وخدمة للأجندة الإيرانية، ورخصٌ إعلاميٌّ قبل أن يكون أخلاقيًا وسياسيًا. التدخل

الجزيرة قناة ذات ماض وبلا مستقبل. عندما ظهرت دشنت ثورة في الإعلام الاخباري العربي وتحولت إلى ظاهرة ثم فشلت في التحرر من قيد المال القطري لتتدهور عبر عقدين من الزمان إلى قناة بروباغندا حكومية ثم الى آلة إعلام حربي في يد المحور الايراني. لم يعد لدى الجزيرة ما تخفيه اليوم. ولم يعد

برنامج “المتحري” وإعادة كتابة التاريخ اليمني حسب السردية الحوثية (1-2) ………….. أولًا: الجزيرة وسفراؤها اليمنيون في خدمة الرواية الحوثية توظيف قناة الجزيرة لمواردها وطاقمها الإعلامي لخدمة الأجندة الحوثية ليس أمرًا جديدًا. فقد اعتدنا على خطابها الإعلامي اليومي الساعي لتحويل

برنامج المتحري وإعادة كتابة التاريخ اليمني حسب السردية الحوثية (2) …….. ثانيًا: الأخطاء التاريخية بين الجهل وسوء النية الأخطاء التاريخية في البرنامج بالعشرات، وسأكتفي في هذه الحلقة بأهمها، ليس لقيمة البرنامج الفنية، بل لخطورته الدعائية. الخطأ الفاضح الأول هو تصوير البرنامج