ما زال صوتك في ثنايا مسمعي والشوق في صدري يفتت أضلعي والله إنّ الشّوق فاق تحمّلي يا شوق رفقاً بالفؤاد ألا تعي يا زهرتي إن مرّ إسمك عابراً يزداد من فرط الحنين توجّعي حاولت أن أخفي هواك وڪلّما أخفيته في القلب فاضت أدمعي

متُّ منكَ وقلبي فيه ما فيه ولم أنل فرَجًا مما أقاسيه ناديتُ قلبي بحزن ثم قلت له: يا من يبالي حبيبا لا يباليه! هذا الذي كنتَ تهواه وتمنحه صفو المودة قد غالت دواهيه فرد قلبي على طرفي بحرقته هذا البلاء الذي دليتني فيه أرهقتني في هوى من ليس ينصفني وليس ينفك من زهو ومن تيه

فلربما اتّسعَ المضيقُ و ربّما ضاقَ الفضا و لَرُبَّ أمرٍ مُسخِطٍ لكَ في عَواقِبه رِضا اللهُ يَفعلُ ما يَشاءُ فلا تَكُن مُتَعرِّضا اللهُ عَوَّدَكَ الجميلَ فَقِسْ على ما قَد مَضى

Ayman Azzam قصة اعـ ـدام سيد قطب واخر لحظات حياته - قصة مؤثرة واغرب ما فيها رؤية الرسو ل صلى الله عليه وسلم اسيبكم يحكيها لكم الشيخ كشك

قُم ناجِ محبوبًا ونادِ خليلا واجعلْ حنينَ القافياتِ رسولا ودعِ الملامة عنكَ واقبل عذرهُ كذِّبْ ظنونك واسمع التأويلا طبْعُ المحب إذا تبسّم خِلهُ ينسى العتاب ويقبل التعليلا ويراهُ عذبًا في الخصامِ وفِي الرضا ويراهُ في كل الظروفِ جميلا

لا شيءَ عندي كي أدثّرَ وحدتي إلا زيارةَ مَنْ عرفْتَ وموضعَكْ خذني إليكَ .. وإنْ نويتَ فراقنا خذني نديماً في الطريق أودّعكْ خذني ولو ذكرىً جِواركَ تصطلي وإذا نويتَ فراقنا .. خذني معك.

بالفُـصحى خذني إليكَ إذا أردتَ بقاءَنا أمّا الفراقَ فما أقولُ لأمنعَكْ؟ أبقيتَني -رغمَ انتظاركَ- خائباً وأنا الذي لا شيءَ منّي أوجعَك حسبي بأنّكَ إنْ أردتَ تكلّماً أسكَتُّ صرْخاتِ العتابِ لأسمعَك أُبقيكَ في عيني كأنّكَ واقفٌ في طرْفها؛ حتى أخافُ لأدمَعَك!

بالفُـصحى وإذا سقطْتَ معَ الدموعِ فإنّني والقلبُ بُعْثِرْنا سُدىً كيْ نجمعَكْ أخضعتَني للحبّ ثمّ تركتَني مَن ذا الذي فرضَ الغيابَ وأخضعَك؟ لا زلْتُ أبكي مُذ رَحَلْتَ كأنّما في كلّ ثانيةٍ بكائي ودّعَكْ وتأُزّني ذكرى رحيلكَ كلّما قالتْ ظنوني أنّني مَن ضيّعَكْ!

بالفُـصحى أبكيكَ ما أبكيكَ .. لكنْ رحمةً رَحِماً لقلبي أنتَ؛ أنّا أقْطَعَكْ؟ واللهِ "آهٌ" لستُ أدري حالُها لو قلتُها .. باللهِ هلّا ترجعك؟ لو كنتَ في الشامِ العتيقةِ وقتَها وأنا بأرضِ الصينِ قضّتْ مخدعَكْ لا شيءَ عندي قد يُقالُ لننتهي لا شيءَ عندي أفتديهِ لأُرجعَكْ

كأنها مِثلَ ما تهواهُ قد خُلقت في رونق الحُسنِ لا طولٌ ولا قِصَرُ الوردُ من خدِّها يَحمرُّ من خَجَلٍ والغصنُ من خدِّها يزهو بهِ الثَّمَرُ البدرُ طلعتها والمِسكُ نكهتها والغُصنُ قامتها ما مثلها بَشَرُ كأنها أُفرِغَت من ماء لؤلؤةٍ في كلِّ جارِحةٍ من حُسنها قَمرُ.

" أُحَبكِ كيفما كُنتِ أُحبُكِ أينَما أنتِ فقلبي فيكِ مرتبطٌ رباطَ الأرضِ بالنَبتِ أحبُكِ في أحاديثي أحبكِ في صدىٰ صَمتي و فِي شِعري وقافِيتي و في لحني وفي صَوتي وإنْ لَم يَكفِني عُمري أُحِبُكِ بَعدُ في مَوتي "

"دع الحنينَ، فإنّ الشوقَ ما سكَنا يُضني الجَوانِحَ إن نامَ الورى وَهَنا لا تُوقِظِ الليلَ بالأشجانِ إن عبثت فيك الظنون، فذاكَ الوصلُ قد فَتَنا هَدهد جراحك، واصغِ الآنَ منتبهًا لِصوتِ عقلك، لا ما قالهُ الفَنَنا واروِ ظماكَ بعزمٍ لا يلينُ، ولا تَسلُك سبيل الهوى إن ضلَّ أو مَحَنا"

"وإذا نظرتَ إلى السماءِ مُناجِيًا ورجوتَ ربّكَ أن يُحقّقَ مأملَكْ فرأيتَ مالم ترتجيهِ مع الدعا وظننتَ أنّ الحُزن أطفأ مِشعلَكْ لا تجزَعنّ من الحياةِ وضيقها حاشاهُ رحمن السما أن يخذُلكْ ولو اطّلعتَ على الغيوبِ ولُطفِها لعلِمتَ أنّ الخيرَ فيمَ اختار لكْ"

"وكُلُّ مرسيمضي رغم شدّته وتُغمر الروح بالبشرى وتبتهِج فأحسن الظن لا تجزعْ لِنائبة إنّ البلاءبحسن الظن ينفرِج كم من قُلوبٍ تبيت الليل في وجع وفي السماء لها من ضيقها فرج"

تُطوّقني من عُيونكِ أَسوارُ فأُسجَنُ في الحُبِّ حتّى أُستَعارُ أُخبّئ وجدي وراء ابتسامي فَيَفضَحني فيكَ صَوتُ النَّهارُ إذا ما ذكرتُكِ ضاعَ اتّزاني وصارَ فؤادي غُريبَ المَدارُ فيا نَجْمَ قلبي، دَعي لي سَبيلًا فإنّي بِحُبِّكِ صَعبُ الفِرارُ

هَا أنتَ أهملتَ الفؤادَ وخُنتَهُ لله ذنبُك..أمثلُ قلبِي يُهمَلُ؟ وتَغَيّْرَتْ منْكَ الطِّباعُ ولمْ تَعُدْ تَحْنو عليَّ وبي تُحِسُّ وتَشْعُرُ أنْكَرْتَ ما بيْني وبيْنَكَ في الهَوى أوَمِثْلُ ما بيْني وبيْنَكَ يُنْكَرُ؟

وسكنتَني حتى ظننتكَ أَجْمَعِيْ وظننـتُني بَعْضًا يُمـثّلُ أَجْمَعَكْ فكأنّ روحكَ حيَّةٌ في أضلعي وكأنّ أنْفاسِي تُحرّكُ أضْلُعكْ فإذا رآكَ النّاسُ تَمْشِي واحدًا حيّوْك فَرْدًا ثُمّ حيّوْني معكْ

وتعودُ للروحِ الذكرياتُ كأنها ريحٌ تعيدُ في الليلِ حكاياها تمشي في القلبِ خفيةً وهادئةً وتزرع في الفؤادِ عطرَ ذكراها تبوحُ لي بأيامٍ مضتْ بسلامٍ وتترك من الماضي أثرَ هواها غدٌ آتٍ، وفيه الروحُ مبتهجٌ يُعيدُ للصدرِ أحلامًا تمناها

إنَّ الهَوى في القَلب نارٌ تغتَلي والشَّوقُ في الأعمَاقِ يَحرِقُ أعظُمي والرُوحُ دونَكِ لا تُفيقُ فتَرتَجي أملاً بهِ تَحيا، رجوتكِ فارحمَي إن تقبَلي حُبي فقُربُكِ جَنَّتي أو تَرفُضي قُربي فَتِلْكَ جَهنَّمي