سألتُها قُبلةً ففُزتُ بها
بعدَ امتِناعٍ وشدّةِ التّعبِ
فقلتُ: بالله يا مُعذِّبتي
جُودي بِأخرى أقضي بها أرَبي
فابتسَمَتْ، ثم أرسلَتْ مَثلا
يعرِفُهُ العُجمُ ليس بالكَذِبِ
لا تُعطِيَنَّ الصبِيَّ واحدةً
يطلُبُ أخرى بِأعنَفِ الطّلبِ
ابونواس
فو الله ما أنساك ما هبت الصبا
وماناحتِ الأطيارُ في وَضح الفَجرِ
وما نطقت بالليل ساريةالقطا
وماصدحت في الصبح غادية الكدر
وما لاح نجم في السماء وما بكت
مُطوَّقة ٌ شَجواً على فَنَنِ السِّدْرِ
وماطلعت شمس لدى كل شارق
وماهطلت عين على واضح النحر
مجنون ليلي
وما شاقَ قلبي في الدُجى غيرُ طائرٍ
ينوحُ على غصنٍ رطيب من الرَندِ
به مثل ما بي فهو يخفى من الجوى
كمثلِ الذي أخفي ويُبدي الذي أُبدي
ألا قاتلَ اللهُ الهوى كم بسيفهِ
قتيلُ غرامٍ لا يُوَسّدُ في اللَحدِ
عنترة