طول ما انت بترضى بسرعة يا كثر ما رايح يزعلونك.

اكثر صفة مبهرة وتجذب كل الناس لمحبة صاحبها هي المراعاة، لما تلمس في احد جانب التلطف والمراعاة تشعر ان داخل هالإنسان وعي عظيم ومشاعر صادقة وتجربةً ثرية في فنّ التعامل، كثير ناس داخلهم طيب لكنهم يجرحون بجهل ويحرجون بدون قصد لكن راعي المراعاة يوزن كل حاجة بداخله حتى لا تخرج وتجرح.

اكثر حقيقة ستتأكد منها مع طول التجارب ومعاشر الناس هي اعتقادك انك تعرف احدهم حق المعرفة، ولو حكى الكل فيه زعلت ودافعت وقلت لايمكن انه يسويها، إلى ان يحدث لك موقف واحد معه يوريك بكل وضوح انك لم تكن تعرفه من الاساس.

الفوضى النفسية التي لا تنتهي عادةً يغذيها الانسان بنفسه .. ذكريات قديمة، ندم على ماضي او شعور ذنب تجاه ما فات الاوان على تعديله، رغباته في أشياء لم تتحقق ولن تتحقق، مع رغبته في التحكم في أقدارٍ لم ولن يتحكم بها، ويمضي العمر بين ماضٍ انتهى ومستقبل لم يأت حتى يضيع حاضره وتتوه نفسه.

ماهو لازم ان الإنسان يوريك قد ايش عنده ضغوطات علشان تتركه في حاله، الكل شايل حمله وماشي ويطلب الله أن لا يتعثر، لا تكون انت الحجرة اللي تسقط من مر عليها علشان بس ترضي فضولك، والحقيقة أن من أكرم الكرم بنفسك أن لا تحشر نفسك ولا تدقق ولا تشره لتعيش بذهنٍ مرتاح وقلب صافي ونفسٍ سليمة.

خليك زودٍ نافع للي بهم زود، وخليك خسارةٍ فادحة للي بهم نقص .. لا تشوف ظالم بعين المروفه لابد من يومٍ يعمي عيونك بظلمه، واللي يشوفك بناظر الشك لا تحطه بعينك يقينك، ومن دور لخسارتك المعاذير سق له اسباب الفراق مخدومة، نفسك خلقها الله كريمة لا تخضعها للنفوس الذليلة.

عُصمت من بعض الذنوب برحمة الله ولطفه، وليس لانك ذهين وعاقل ومدبر امرك، فإذا شفت ذنب من غيرك لا تغتر وتشمت وتحتقره وتتخيل انك أفضل منه، أنت فقط مستور ولم تختبر، والله اعلم لو اختبرنا كما منا سيسقط للقاع، وياما فاسقٍ صلح حاله وياما صالحٍ انتكس، قلوبنا بين يدي الله يقلبها فلا تشمت.

سواء كنت مخطيء او مصيب منّ يتخذ اي موقف بينكم حجة للرحيل لايُؤسف عليه، من يجد أن الحل الاول لاي خصام هو تركك لمصارعة أفكارك لا يؤتمن، من لا يجد القوة إلا في عناده لك وهجرك ويدير ظهره ليثبت انه على حق ما يستاهل دقيقة من ايامك، من هنت عليه في ابسط الأمور نصيحة لا تجربه في أصعبها.

كلما تذكرت ان حياتك - وبغض النظر عن الظرف اللي تمر فيه الحين - هي حلم عظيم لغيرك احمد الله تعالى واشكره قد ماتقدر ♥️.

في حياتك ستصادف من ترغب أن تطمنه وتقول له انك تقدر تنجح دون الانتقاص من نجاحه، وقادر توصل دون أن ترتقى على أكتافه، ودك تعلمه ان الإنسان ممكن يوصل دون أن يضر احد ولا يأخذ رزقة احد او يخطف حلم اخر، ممكن يوصل بصورة حلوة دون ان يشوه صور الآخرين، فالقمم والله تتسع للجميع والرزق وافر.

إذا خاب ظنك في احد وحسيت وقتها بمرارة الخيبة وقتها ستفهم انه لم يكن سيئا لهذه الدرجة اللهم أنت أعطيته فوق مايستحق فأنزلك دون ماتستحق، كنت تطالبه وتتمنى أشياء أكبر بكثير من مستواه وطبيعي ماكان قادر عليها، خيباتنا بقدر طيبتنا وحسن ظننّا، مادمت تبني هرماً من ورق ليش تستغرب انه يطير.

الإنسان اللي يفعل المستحيل علشان ما يخسرك إذا أوصلته مرحلة فقدان الرجاء سيرحل عنك للابد .. بلا عودة ولا ذرة ندم، ولو بلغت معزتك عنان السماء.

الصور اللي كنت متخيل انها ما تنمسح مسحتها، والمحادثات الخالدة اللي افتكرتها ما تنلمس حذفتها، والوقت اللي ما كنت متخيل يفرغ منهم فرغ ولا فرق، واللي ظنيت ان الحياة بدونهم ما تنعاش عشتها بعدهم عادي، كل ذلك لتفهم أن الحياة لا تقف على احد .. مادمت لم تضر فتأكد ان البدائل دائماً اجمل.

عندما تعود بالذاكرة إلى مراحل حياتك المختلفة ستكتشف كيف انك صبرت على ناسٍ حتى الارض ما تصبر عليهم، وستدرك حتماً ان الوحيد الذي يستحق الشكر بعد تلك السنين هو انت .

لا تعتقد أنك ألجمت المؤدب حين يصد ويسكت ويترفع عنك، لكن تأكد ان هناك مستوى معين لكل شخص، وحد للكرامة والأدب تمتنع نفس صاحبها عن النزول اسفله، إذا خضت فيما هو ادنى من مستواه التربوي سيتركك تغوص في القباحة وحدك، فليس هناك من انتصار لمن يغطس في الوحل اكثر .. إلا لمن نفسه كانت رديئة.

من العجائب أن اكثر من يعرفك هم الذين يكرهونك بلا سبب، ستجدهم قد تمعنوا فيك وتفحصوا صفاتك وتقصوا اخبارك وعرفوا عنك كل صغيرة وكبيرة، وعندما لم يجدوا في انفسهم مضاهاةً لك او حتى قريبا منك كرهوا ما رأوا فيك ولم يستطيعوا الوصول اليه، وكل مرة تذكرهم بعجزهم ستكره اكثر وأكثر، فلا تستغرب.

أنا لا أؤمن بالعشوائية وكل مايحدث لنا أرى انه من ترتيب الله العادل، ان كان خيراً فخير وان كان شراً فلعله منع شراً أكبر، يصعب على عقولنا فهم الحكمة الإلهية خلف تدبير الأمور، وماتراه الان شرا قد يكون فيه كل الخير والخيرة، إذا تعلمت ذلك ومارسته في حياتك عرفت المعنى الحقيقي للراحة.

اسوأ ناس ممكن تتعامل معهم هم الذين تبحث لهم عن عذر وهم يبحثون عن سبب ليكونوا على حق في خطأهم عليك.

اكبر مضيعة للوقت والجهد الإلتفات للوراء، هذا مخطي عليك وهذا خذلك وهذاك خيّب ظنك، كل تفكير فيهم إعاقة وتأخير وتعطيل لنفسك، عاملهم كمن اختفى تماماً عن وجه الأرض، لا تتحرى اخبار ولا تسترق سمع ولا تنتظر ندم، قفل كل باب وتوكل على الله فلن يضيع عليك حياتك مثّل التمنى والإلتفات للوراء.

مطلوب منك أن تكون قوي وحريص ولا يبين عليك التعب، تعرف تعيش اللحظات عكس ماتشعر به، تسمع وتضحك وتهون وتطبطب وانت مهدود، مطلوب أن تبقى سند حتى لو كنت متهالك، ولازم توجه وتدعم وتنصح في كل شيءٍ مالقيت فيه النصحية، بعض من متطلبات الحياة التي لا تمر إلا بمن قواه الله بالخير والعزيمة ♥️.