من سمات العبيد أن يشكروا الطاغية إذا منحهم فتاتًا من حقوقهم، وكأنه تفضل عليهم بما ليس لهم، وإذا حاصر إخوانهم عقدًا، وضيق عليهم زمن الحرب، وسلب أموالهم عند المعبر، واعتقل كل من حاول دعمهم، وسعى لتعزيز علاقاته مع عدوهم، ثم جرت مفاوضات وقف العدوان في بلده، تسابقوا لمدحه وجعله بطلًا.
وحدهم المقاومون والمرابطون من أبناء غزة يستحقون الدعم والإشادة؛ تلك الثلة الصابرة التي واجهت أبشع صنوف الألم -من قتل وأسر وتجويع- تحت سمع العالم وبصره، بما في ذلك الأنظمة العربية التي اختارت التواطؤ -الخذلان بأحسن الأحوال- فلا يُنسب الفضل لغيرهم، ولا يجمل الطغاة على حساب دمائهم.