١٣ تشرين الأول ١٩٩٠ تاريخ يحتفل به من يجب ان يعتبره ذكرى مخزية ومخجلة وليس فخرا واعتزازا فهو اليوم الذي ترك الجيش في ساحة المعركة بعد هروب قائدها فاستشهد المئات وأسر العشرات الذين لم يعرف مصيرهم واستبيح القصر الجمهوري ووزارة الدفاع من قبل الجيش السوري ، هو يوم العار وليس الانتصار
المطالبة بإعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة في الجنوب والضاحية سوف تتفاقم في الأسابيع والأشهر المقبلة ليس حرصا على المواطنين الذين خسروا منازلهم وممتلكاتهم في حرب تدميرية نتيجة خطا فادح في اتخاذ قرارها إنما لقرب موعد الانتخابات النيابية والخشية من فقدان التأييد الشعبي ونتائجها
حماس تعيد الاسرى الإسرائيلين بعد عشرات الآلاف من الشهداء وتدمير غزة وتشريد سكانها فيما حرب مساندتها من لبنان ادى لسقوط ٦ آلاف شهيد وتدمير قرى الجنوب والضاحية والبقاع والى اتفاق وقف إطلاق نار مذل مع استمرار الضربات الجوية واحتلال عدة نقاط ولا زال هناك من يعتبر ان النصر كان حليفه
العودة إلى الدولة مصير محتم مهما طالت الأيام وحاول البعض اتهامها بالتقصير او حصار مواطنيها الفارق الوحيد يبقى بين اتخاذ القرار حيث تدعوا الحاجة واستغلال الفرص المتاحة لإعادة بنائها وبسط سلطتها وحماية مواطنيها او إضاعتها باستعراضات واهية وادعاءات واهمة تفاقم الانهيار وتزيد الدمار
ما يشهده شرم الشيخ اليوم بعد غزة التي سلمت الاسرى لديها ووافقت على خطة الرئيس ترامب تظهر بما لا يقبل الشك من الذي انتصر في حرب ما سمي بطوفان الأقصى ومساندة غزة وعلى البعض ان ينكفا عن الإطلالات الإعلامية من داخل الخزائن وتحت سابع ارض والادعاء بالنصر والاستعداد لخوض الحروب مجدداً
الانتخابات النيابية في دول العالم ترتكز على الرصيد الشعبي للأحزاب والقوى السياسية نتيجة مساهمتها الفعالة في بناء دولة قوية تنعم باقتصاد مزدهر وتامين حياة كريمة لمواطنيها اما في لبنان فالدولة تعاني من انهيار وفساد والمواطنين في أسوء حال لكن القوى السياسية نفسها في السلطة منذ عقود
على القوى السياسية المتواجدة في السلطة منذ ما يفوق الثلاثة عقود الانكفاء عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة ليس فقط نتيجة ارتكاباتهم وفسادهم وتدميرهم للدولة وانما لتقدمهم في العمر ولعدم رغبة اللبنانيين بمشاهدتهم ولإفساح المجال أمام الإصلاح الذي لا يتم بايدي المدمرين والفاشلين
فيما اللبنانيون بانتظار اعادة بناء الدولة وتنفيذ خطاب القسم والبيان الوزاري وبدا ورشة الإصلاح الموعودة تتعمق الخلافات الطائفية والمذهبية لاهداف سياسية غير بريئة من أطراف تسعى لعرقلة مسيرة الإنقاذ والتلهي بالخلافات الداخلية فيما الأخطار محدقة بلبنان وخطر عودة آلة الحرب غير مستبعدة
مضحك ومبكي ما تشهده منصات التواصل الاجتماعي بين المتابعين من خلافات وتعصب طائفي فيما الإهمال والفوضى المستشرية وعدم اكتراث المسؤولين لمعاناتهم وفقدانهم لادنى مقومات الحياة من كهرباء وماء ودواء وأمن وامان وغياب الدولة عن الرقابة الصحية والاجتماعية تطال اللبنانيين جميعا دون استثناء
السلطة مسؤولية جسيمة تلقي على عاتق من يتبوأها مهمة إنماء الدولة والحفاظ على حقوقها كما تجاه المواطن لكنها في لبنان لجمع الثروات والإثراء الغير مشروع والسطو على أموال المودعين والدولة وممتلكاتها والحماية الأمنية والحصانة القضائية لذلك التشبث بها حتى الانتقال من القصور إلى القبور
عندما أطلقت مقولة المستحيلات السبع لم يكن لبنان قد وصل إلى مرحلة انهيار الدولة والمطالبة بإعادة بنائها وبسط سلطتها على كامل أراضيها ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين وإسقاط الطغمة الحاكمة والتي أظهرت التجارب مدى صعوبتها وبالتالي إضافتها إلى المستحيلات السبع بعد تعديلها إلى ثمانية
صحيفة نداء الوطن بقلم زياد البيطار تساءلت هل يحق للمعاقبين دوليا ان يترشحوا للانتخابات مع تفاصيل أسباب العقوبات على النائبين جبران باسيل وعلي حسن خليل وان كان التساؤل عن قانونية الترشح إلا ان على المواطنين تقع مسؤولية حرمان الكفاءات النظيفة وإعادة انتاج الطبقة السياسية الفاسدة
الانتخابات النيابية ما تهتم بها جميع الأحزاب والقوى السياسية وكيفية تامين بقائها وان عبر تحالفات هجينة فيما الأولوية لإنقاذ المجلس النيابي من القبضة الحديدية التي تعرقل تطبيق الدستور والنظام الداخلي للمجلس وتجعل منه مؤسسة خاصة في خدمة رئيسها على مدى ثلاثة عقود ودون فعالية لأعضائه
الانتخابات النيابية فرصة لإطلاق الأكاذيب وقلب الحقائق وتبادل الاتهامات إعلاميا والتحالفات باطنيا بين الاحزاب والقوى السياسية بادعاءات واهية تهربا من المسؤولية عن الفشل والفساد وتدمير الدولة ونهبها والانهيار المالي والاقتصادي الذي يتحمل مسؤوليته جميع من تداولوا على السلطة لعقود
يستجدون التأييد الشعبي بالاضاليل والأكاذيب على المقيمين والمغتربين الذين كانوا ضحايا تحالفاتهم الانتخابية وشراكتهم الحكومية في تقاسم السلطة والمغانم والمشاريع الفاشلة والموازنات الوهمية والسدود الفارغة والكهرباء المفقودة والجمعيات والمجالس التي استنزفت اموال الدولة والمودعين
إلى جانب الخبرة التي تتمتع بها القوى السياسية بالفساد ونهب المال العام والإثراء الغير مشروع يمتلكون موهبة كبيرة بإطلاق الأكاذيب والتبرؤ من مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في لبنان من أنهيار مالي وأزمات متراكمة وفقدان البنى التحتية وادنى مقومات الحياة بتقاذف الاتهامات وادعاء القداسة
الهجوم الشرس على رياض سلامة قد يكون مبررا لا بل محقا من المواطنين الذين شهدوا على انهيار دولتهم ماليا وفقدان ودائعهم لكنه مثير للاستهزاء عندما يصدر عن قوى سياسية مددت ولايته لسنوات ست وتولت السلطة لعقدين متتاليين دون الكشف عن ارتكاباته في البنك المركزي لكن لضرورة الانتخابات احكام
الاستماع إلى بعض السياسيين خلال إطلالتهم الإعلامية او قراءة تغريداتهم وتصاريحهم تغني عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات الكوميدية لما تتضمن من نفاق واضاليل وأكاذيب وتزوير للحقائق وادعاءات القداسة والعمل المضني والتضحيات والتفاني في سبيل الوطن والزهد بالسلطة المستمرون بها خدمة للمواطنين
اعادة انتخاب النائب ابراهيم كنعان رئيسا للجنة المال والموازنة تقديرا لجهوده خلال سنوات في منع الانهيار المالي والاقتصادي والتصدي للفساد والفاسدين وعدم إقرار موازنات وهمية والاعتراض على تغطية عجزها من اموال المودعين ، هو الإصلاح المنتظر بإبقاء المسؤولين عن تدمير الدولة في مواقعهم
لا تغيير في اللجان النيابية او هيئة المجلس وإبقاء القديم على حاله أما التغيير والإصلاح واستقلالية القضاء فسيبقون حلم يراود اللبنانيون دون تحقيقه في ظل طبقة سياسية متشبثة بالسلطة لا تعترف بفشلها وفسادها ولا تخجل مما آلت اليه الأوضاع من انهيار ودمار للدولة خلال تبوأها السلطة لعقود