منذ حروب الأفيون وإلى الآن، أمريكا لا تستطيع أن تقدِّم نفسها غير إنها "طاعون" نكذّب أنفُسَنا ونأمل بجِدِّيّة أن تكون ترياقاً ولكن هي تأبى أن تقدّم نفسها كذلك. متمسِّكة بأن تقدِّم نفسها "الطَّاعون" الأسْوَد. كما يقول محمود درويش: "أمريكا هي الطَّاعون.. والطَّاعون أمريكا"

حين تَبْسُمين طفلٌ يقفزُ الأزمنةَ والأمكنةَ والفصول بخيالاتٍ وخيول. خطاكِ، هَمْسُ شَمْسٍ.. تلفظ النَّهارَ. وكما يدورُ النهارُ، درباً وحُبَّاً، يدارُ القلب. فيتنفّسُ الأبدُ حمامةً بين يديكِ..

بَدَأتْ الجماليَّاتُ في اللَّحْظةِ عَيْنِها التي أنْتَهَتْ فيها الخطابة. تزفيتان تودوروف

مُنْذَ البدايات، وكان التَّاريخُ شاخصاً أمام المنعطفاتِ جميعها. السَّادسُ عشر من نيسان يعيدُ نَفْسَهُ بِشكلٍ أجوفٍ لا يَمت لما هو حي بِصِلة لم يتحقّق إلا الآن، وعلى يدٍ أنثويةٍ تجيد الخلود بطريقةٍ وأخرى. يدٍ لا تعيد ترميمه فحسب، بل تستحضر طفلاً يعيد طفولته في كل لحظة من حياته.

الماضي جدارٌ نتوسَّدُهُ !! بِتْنا أمام الولاداتِ جميعها موتى. ميلادٌ يتعثّر بإنشقاقِ القَمَر يُعيدَ أوَّلَهُ ببعضِ الرَّحيل.. سيعيده عقدٌ ومن لانهائية الانتظار من ثم ينساب في الرمل، ماءً ميّتاً.

المكان في الذاكرة يهيمن عليه زمنٌ ما، حين تطرأ عليه أحداث وتغيّرات سيبقى كما هو في الذاكرة.. بعد زمنٍ ليس ببعيد، ستتحوّل الأمكنة في السوشيال ميديا من صفحات إلى ذاكرة لامكانية، لا يهيمن عليها تغير لمعالمها لأنها ببساطة بلا معالم، إنها وسيلة ذات شقّين، إما لتهرب منك أو لتهرب إليك.

تخومُ الحياة تكمنُ على شاهدةِ قبرِ أبٍ يدفعُ بقبرِه حزناً صوب الماوراء لتحدث فجوةٌ لبرعُمَين ينموانِ لحناً وسُكْراً لغدٍ تفطّرَ فوق أضلاعٍ للثبات أو النجاة خريفٌ يذبل على كتفَين هزيلين يغفو على أثرها جنوبٌ وصداع ويروي عند الإنحاء أسطورةَ القمح ونشيدَه الرعوي؛ الموتُ ركنٌ للبقاء.

أرى ترامب يخطو بمصيرِِهِ على غرار جون كنيدي. الفارق بينه وبين الأوَّل بأنّ مصيره سيعطي صورة أكثر إيضاحاً للتصدّع الداخلي الأمريكي. الصراع في الشرق معروف تماماً ولكن في الغرب صراعاً آخر، بين حكومة الظل واللوبيات من جهة وبين الشعب الأمريكي الممزّق حرفياً بلا أيةِ هوية.

الدليل على إنّ إسرائيل تتحكّم وتحكُم الإعلامَ العالمي هو أنّ ولا محطّة تلفزيونيّة عالميّة (سبق أن أبهرنا مراسلوها في الحروب الطاحنة) تستطيع نقل صورة حيّة ومباشرة من داخل إسرائيل.

صباحُ الهابطين من العدم في أوْجِ مشرحةٍ يحيطهم التَّوْليبُ أسلاكاً كأي كتلةٍ اسمنتيةٍ جدارُ القلب يجيد الغثيانَ عندما لا يجد ما يدور حَوْلَهُ كأنْ من يتَّخِذَ من الموسيقى خصْماً صباحُ الهابطين من العدم وحشٌ يلتهم الجميع إرضاءً لفظاظتِهِ في كل بيتٍ هو الجميع في كل فردٍ هو الجميع.

لم يكن عابراً الخامسُ من تمّوز بداية عصر النوافذ قد يتبدّل دورُ ديموزي إلى أورفيوس ويقايض الآلةَ بقبضة من الشعير وقد يتّحد مع ضعفه الجميل ولا يراه ويضيع في صوتها. هو هكذا لم يكن عابراً وليس ما يلفظه النهار شخصياً هو إنعكاس شامل يرافد الماء والحلم معاًً.

كثيراً وُلدتُّ ومرَّتَيْنِ أكثرَ ممَّا وُلدتُ قد عانيتُ في ذاكرةِ الهُنا والهناك. أليخاندرا بيثارنيك

قد تكون نهاية الطريق هي النظرات الأخيرة لا الخطى الأخيرة.

الإصلاح هو..من يعرف ؟ إذا ضربتَ رأسك بالحائط،وكسَّرتَ رأسَكَ بدل الحائط. الإصلاح هو أحدٌ ما يريد تغيير العالم من خلال حسِّهِ السليم، بدون قطع رأس أي أحد. من فيلم باريا #baarìa للمخرج جوزيبي تورنتوري #GiuseppeTornatore

ثمّة فارق كبير.. قُرْب الله إليك ليس كقُرْبِك إليه. بما إنَّ اللهَ "ليس كمثله شيء" كذلك قُربه لا تحكمه المسافة.

هناك فرصة لا تفوَّت للدول المُطبّعة على أن تدخل رغيفاً واحداً لغزّة. لا من أجل غزّة، بل من أجل كرامة تلك الدول التي طبّعت لا لشيء إلا من أجل أن تخضع أكثر وتُعطي مُبرّرا للذل. من المؤسف أن نرى الحضارة تموت بكاملها في الغرب فتلحق بها مروءة العرب!

أتضامن مع الست #زينب_جواد وهذا لا يعني إنّي متفق مع آراءها أتضامن معها حفاظًا على ما تبقى من الأخلاق في هذا المجتمع. حفظ كرامة الإنسان من واجب المجتمع أولاً والدولة بعد ذلك. ماذا بقي من الهمجية الذكورية؟!

أوْجَدَ اللهُ الحُبَّ بين مخلوقاته والأُلفةَ بين بعضها البعض لتتجاوز الغابة وقد يكون الإنسانُ المخلوق الوحيد الذي لم يدرك ذلك لذلك بقيَتْ الغابةُ شاخصةً أمامَ الجميع.

على المَرْءِ أن يكون حضاريّاً قبل كُلِّ إنتماءٍ، بعد ذلك لا ضَيْر بما ينتمي إليه.

الوطنيّة لا أستطيع أن أعرّفها غير إنّها حنينٌ دائم لطفلٍ كان وذاكرة وهذه الوطنيّةُ شخصيّةٌ جدّاً كالإيمان. أما الوطنيّة المُعلّبة التي تحرّض على الكراهية والعداء فهي دليل على سوء فهم وهو شكل من أشكال سلفية أخرى. القلائل من فرّق بين الإنسان كإنسان وبين المواطن.