لا ينهار المجتمع حين يطرح السؤال، بل حين يجرم السؤال.

حينما يؤسس الحكم على منطق الغلبه لا الشراكة، تفرغ الدولة من مضمونها الاخلاقي وتختزل الى الة قهر، لا الى مشروع جامع. الرئيس السوري احمد الشرع (الجولاني)،منذ صعوده الى السلطة في ديسمبر 2024، لم يقدم تصورا للدولة كعقد اجتماعي متوازن، بل مارس الحكم كسلطة فوقيه ترتكز على اخضاع الخصوم

ما يفعله الجولاني في السويداء هو تفكيك متعمد لفكرة الدولة، واستدعاء للهويات القاتلة كأدوات حكم. حين تسلح القبائل وتفوض باخضاع مكون وطني، لا نكون أمام توتر محلي، بل أمام ولادة لنموذج سيادة هجينة، يدار فيه الحكم عبر العرف والغلبة، لا عبر القانون والمؤسسات. القبيلة هنا لا تستعاد

كانت المساحة تجسد السلطة حين كانت تمارس بالقوة والسيف، اما اليوم، فالقيمة تشتق من الكثافة الفكرية والمعرفية. ومع ذلك، لم تفقد الجغرافيا حضورها تماما، بل أعيد تموضعها ضمن منظومة أوسع تحكمها الرموز والتقنية ورأس المال اللامرئي.

في الازمنة التي كان فيها الانسان مرتبط بالارض وجود ومعنى، كانت المساحة الجغرافية للدولة تعني الحياة ذاتها. الارض كانت مصدر الغذاء، والحماية، والموارد، والهوية. وكلما امتدت، اتسعت معها الامبراطوريات، وتعاظم شعور السيادة والخلود. لم تكن الجغرافيا اطار محايد، بل مسرح للفعل الانساني،

ما بعد الخريطة: سوريا بين وحدة شكلية وفاعلية مفقوده في لحظة تاريخية تتقلص فيها الجغرافيا امام التقنية، وتتهشم فيها السيادة امام فاعلية السوق والمعرفة، لا يزال خطابنا العربي يتشبث بالخريطة كأنها الحقيقة الأخيرة. في النقاشات حول مصير سوريا، يُستدعى شبح التقسيم كانه التجسيد الأقصى

من لا يعرف القصة يرويها بسلام، لا بصدق، فكل رواية تخلو من الذكريات، ليست الا وجها هادئا من وجوه النسيان.

في مكان ما من التاريخ، وقف شخص يدعى “دارا الاول”، لكننا لا نعرفه كما كان، بل كما اراد ان نراه. كل ما نملكه عنه تقريبا هو ما قاله عن نفسه، او ما قيل عنه تحت رقابته. نقش اسمه على الحجر، لا لانه خالد، بل لانه كان يخاف ان ينسى. صنع سرديه كبرى عن النظام والحقيقة، واستعار لغة زرادشتيه

الى متى يبقى الانسان العربي محتجز داخل دائره الدم والخوف، يدفع ثمن حماقات لم يرتكبها، وصراعات لم يخترها، وحكام لم يصوت لهم؟ الى متى تبقى حياه الضعفاء مهدوره على موائد المستبدين، الذين لا يرون في شعوبهم سوى وقودا لادوارهم التراجيديه؟ الى متى يبقى الانسان مجرد اثر جانبي في لعبه

رامي مخلوف الجديد في #سوريا الجولاني ، ثار السوريون ليستبدلو مستبد باخر، وحافظوا على منظومة الاستبداد والفساد.

حروب طواحين الهواء آلية اشغال المجتمعات البدائيه وانتاج العدو المتخيل اميل للاعتقاد في المجتمعات التي لم تبلغ بعد عتبة الوعي التاريخي او لم تتشرب ادوات التفكير النقدي، تغرس في الوجدان الجمعي اوهام متخيلة تصبح بمرور الزمن مسلمات مقدسة. احد انجع هذه الاوهام هو انتاج العدو المتربص،

اميل للاعتقاد ان اغلب اللاممكن ليس حد نهائي، بل انعكاس لظروف مؤقته في الزمان والمكان. اعتباره مطلق يكشف عن جهل بقدرة العقل على تجاوز ما يبدو مستحيل. فالتاريخ يعلمنا أن المستحيل اليوم قد يكون ممكنا غدا بتغير الأدوات والسياق.

يكتبون ما ترغب به الآلة السلطويه، لا ما يفكرون. يجملون الخطايا بلغة انيقه، ويصوغون الصمت كأنه وعي. ليسوا احرار، بل تروس تدور في نظام يعرف ما يريد. الكتابة لم تعد فعل حر، بل طقس دقيق داخل آلة لا تسهو ولا تتوقف.

اميل للاعتقاد حين تستبدل الدبلوماسية الواقعية بمحافل رمزية خارج ميزان القوى، يصبح السلام وهم. لا تبنى الحلول على النوايا، بل على نفوذ من يملك ادوات التأثير. مؤتمرات دون الفاعلين الحقيقيين تؤبد الصراع وتحفز الفوضى بدل ان تنتج حلول.

ليست الولايات المتحدة طرف في الصراع بقدر ما هي البنية الناظمه لاطاره وحدوده. من يتجاهل هذه الحقيقة لا يمارس الاستقلال، بل يعيد إنتاج الوهم. فحين يخلط الفاعلون بين مركز الثقل ومحيطه، ينتهي بهم الأمر إلى مطاردة ظلهم، معتقدين أنه كيان مستقل عن مصدر القرار.