—مِن أشجى مَا قيلَ في التّوديع💔— فاستَقبلَتهُ بَناتُ الوَحيِ أذهَلها عَن ثُكلِها أنَّهُ من دَهرِهِ سَئما وحُطنَهُ بأبي حَيّاً يَنُحنَ لهُ جَونُ السَّحائبِ لمّا زاحمَت عَلما هذي عَلى رأسِها تَحثو التُّرابَ أسىً وتِلكَ تلثِمُ من كفّيهِ ما لُثِما فَكيفَ إن ابصَرتهُ عافِراً؟

فلا كَمَرآكَ نَعشاً يا ابنَ فاطِمَةٍ السُّمُّ والنَّبلُ في أرجائهِ اقتتلا يا حامِلَ النَّعشِ لَبِّث قَبَلَ تَدفُنُه لَرُبَّما عادَ للأيتامِ إن سُئلا! ومَنْ يَكُنْ جودُهُ جودَ ابنِ فاطِمَةٍ يُميتُ كلّ الوَرى هَماً إذا ارتَحَلا! — ٧ صَفَـر استشهادُ مَولانا الحَسن عَ.

شاعِرُ أهلِ البَيت المُوَفَّق مُحمَّد الحِرزيّ يقرأ أبياتًا مِن قَصيدَتهِ التائية « و قَد شَتّتِ الأهواءُ كُلٌّ و دينُه.. » للسَيِّد مُحمَّد صادِق الخِرسان على طَريقِ يا حُسَين. لَيلَةُ ١٥ صَفَـر / ١٤٤٧ هـ

الله يا مَن هوى مِن سَرجِهِ ظميًا والقَومُ إذ ذاكَ لا رومًا ولا حَبَشا هَبْ لم يرَوهُ ابن طٰه هل تُرى جَهِلوا أنّ ابن هندٍ بحكمِ الله قد فَحَشَا بلى لبُغضِ أبيهِ قاتَلوه وذا عمى الجدودِ غدا في نَسلهم طَرَشَا خَوارِجًا صَيّروهم في البِلاد وهُم صلّى الإلهُ عليهِم غُدوةً و عِشا

إنَّ صداقةَ الشّاعرِ مُحمّد الحِرزيّ مع السّيد جاسم الطويرجاوي (رحمه الله) كانَت بدعاءٍ من الأول للإمامِ الحُجة طالبًا صديقًا لهُ ونَظَمَ بيتين -في المقطع- لذلك: وكانَ مُحمّد في عُمر الشَّباب (١٩-٢١) وَبَعد سنةٍ أو سَنَتينِ التقى بالسيّد جاسم ولازَمَه حتَى قضى السَيد رحمه الله.

الذكرى الخامِسة لرحيل ناعي الحُسين السّيد جاسِم الطويرجاوي طيّبَ اللهُ ثراه، يَقولُ مُحمّد في رثاءِه: لِتَعلَمِ النّاسُ بَعدَ اليومِ موقِنةً بِأنَّ جانبَها المأمون قد هُدِما - أمَّا أنَا فَثُكَالَى الأرضِ كُلُّهُمُ بِوَاحِدٍ عِشتُهُ بَينَ الوَرَى أُمَما -الفاتحة-

« الحِرزيّ بفَقدِ الطويرجاويّ » لما توفي الخطيب الحسيني المرحوم السيد جاسم الطويرجاوي (رحمه الله ) - وكانت العلاقة بينهما شديدة القوة - اسودت الدنيا في عين الشاعر مُحمَّد الحرزي ، وكتم ما به من أسى، وأخذ أصحابه يسبرون غور حزنه، ويسلونه عنه، =

فأجابه مُحمَّد الحِرزيّ مقتبسا أحد أعجاز ما أرسله الشَيخ: « يُقارِعُني بالشِّعرِ حتّى أُجيبَهُ و لَمْ يَدرِ بأنّ الخَطبَ جَلَّ فأبكما! و يَحسبُني للهَجرِ مِلتُ و لَمْ أكُن لأسقي الوَفا إلّا المَدامِع و الدِّما رعىٰ الشوقُ مِن أيامِنا ما تصرّما زمانٌ عليهِ الله صلّى وسلَّما »

أقسمتُ بالوَحي والمُوحى إليه وبالـ بيتِ العتيق وبالرُكن الذي ثُلِما أنَّ النبيَّ لروحُ الكون قاطبةً وأولُّ النورِ أبدى اللوحَ والقَلَما