تعمل مؤسسة الحق لحقوق الإنسان على ضمان محاسبة المتورطين مع تنظيم داعش. ومن خلال توثيق الجرائم، وتقديم الدعم للضحايا، والتنسيق مع السلطات المحلية، تسعى المؤسسة إلى تحقيق العدالة للمتضررين من فظائع التنظيم.

في شمال شرق سوريا، فقد كثيرون أطرافهم بسبب الألغام والمتفجرات التي خلّفها تنظيم داعش وراءه. واليوم يخضع الناجون لبرامج إعادة تأهيل ويستخدمون أطرافًا صناعية، في رحلات تعافٍ طويلة وشاقة يخطون خلالها خطوات ثابتة نحو استعادة حياتهم.

بعد أن كان تحت سيطرة تنظيم داعش، بدأ حي غويران في مدينة الحسكة يستعيد حيويته شيئًا فشيئًا. السكان الذين نزحوا سابقًا عادوا اليوم ليعيدوا بناء بيوتهم وأحيائهم، في مشهد يعكس إصرار الأهالي على استعادة حياتهم رغم آثار الحرب.

خلال فترة سيطرة تنظيم داعش، أُغلقت محال الحلاقة، وحُظر الحلق، ودُمّرت الأدوات بحجة تطبيق ما سموه "الشريعة". وبعد التحرير، أعيدت الحياة إلى محال الحلاقة بفضل عزيمة أشخاص مثل إبراهيم.

في العراق وسوريا، دمّر تنظيم داعش المدارس وحرم ملايين الأطفال من حقهم في التعليم الآمن.

افتتحت الموصل ثلاثة من أبرز معالمها التاريخية – جامع النوري وكنيسة الساعة وكنيسة الطاهرة – ضمن مبادرة اليونسكو "إحياء روح الموصل" وبمشاركة شركاء دوليين. خطوة محورية في استعادة التراث الثقافي للمدينة.

في بلدة السوسة، يتلقى 16 مشاركًا – نصفهم من العائدين والنصف الآخر من السكان المحليين – تدريبات عملية على تركيب أنظمة الطاقة الشمسية. وعلى مدى 25 جلسة يتعلمون كيفية تركيب الألواح والبطاريات والمحولات، تأهيلًا لفرص عمل في سوق متنامٍ وبناء مستقبل أكثر استدامة.

من الاستجابة الطارئة خلال فترة سيطرة داعش إلى بناء السلام، تطورت مؤسسة آشور العراقية للإغاثة والتنمية مع احتياجات العراق المتغيّرة. ما بدأ كمساعدات عاجلة للأسر النازحة تحوّل اليوم إلى برامج شاملة تدعم العائدين، وتقوي المجتمعات، وتعزز التماسك الاجتماعي في مختلف أنحاء العراق.

بعد سنوات من العيش في مخيم الهول، عادت أم محمد أخيرًا إلى مدينتها في الأنبار. كانت فرحة العودة إلى الديار غامرة، وزاد من دفئها الاستقبال الحافل الذي نظمته لها أسرتها وأبناء مجتمعها، الذين احتفلوا بعودتها معها.

بعد عودتها من مخيم الهول، حصلت منال على بقرة بفضل دعم المجتمع المحلي. من خلال بيع الحليب، أصبحت قادرة على تأمين احتياجات أطفالها الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية. اليوم، تبني منال حياتها من جديد بالأمل والكرامة، وتطمح إلى تطوير مشروعها وتوسيع إنتاجها.

كان تنظيم داعش قد حظر مراكز الألعاب وصادر الأجهزة وأغلق هذه المساحات الآمنة أمام الشباب. أما اليوم فقد أعادت هذه المراكز فتح أبوابها، لتعيد الروح المجتمعية والإحساس بالحياة الطبيعية إلى شباب العراق.

اليوم، نحيي اليوم الدولي للسلام. في مختلف أنحاء العراق، تعيد المجتمعات التي كانت تحت سيطرة داعش بناء منازلها، وترميم الروابط الاجتماعية، وصناعة مستقبل أفضل معًا.

في سن الثالثة والستين، يُعدّ النجار المسيحي ريان نبود أقدم صانعي المهد في الموصل. بعد عودته من النزوح عام 2018، أعاد فتح ورشته التي تحولت إلى مركز لتعليم 12 شابًا مسلمًا يشاركونه شغفه في الحفاظ على تقليد يمتد لعقود.

منذ هزيمة تنظيم داعش، عاد سكان قرية قانا في جنوب الحسكة إلى أراضيهم وحولوها إلى حقول خضراء ومشاريع إنتاجية مستدامة. اليوم تؤمّن القرية فرص عمل موسمية في الزراعة لأكثر من 2500 شخص من مختلف أنحاء شمال شرق سوريا.

في بلدة الباغوز، أطلقت منظمة سواعدنا مشروعًا يزوّد النساء العائدات بمهارات مهنية في مجال الخياطة. يهدف هذا التدريب إلى تأهيل المشاركات بمهارات عملية تفتح لهن أبواب العمل والدخل، وتعزيز استقلاليتهن، والمساهمة في دعم مجتمعاتهن المحلية.

كان تنظيم داعش قد حظر الاحتفالات العامة مثل رقصة الجوبي، وأغلق المساحات التي تجمع الناس. اليوم عادت رقصة الجوبي لتُحيي التراث من جديد وتجمع المجتمعات بعد سنوات من القمع.

في دير الزور، تدرب منظمة QRD ١٦ سيدة – تسع عائدات من مخيم الهول وسبع مقيمات محليات – على إنتاج المنظفات. من الصابون السائل إلى الشامبو ومعطرات الجو، يوفّر المشروع سبل عيش جديدة ويعزز الاندماج ويفتح آفاق المشاريع الصغيرة.

يتقدم التحالف الدولي بأحر التهاني إلى الشعب العراقي بمناسبة يوم الاستقلال.

بعد طرد تنظيم داعش من سوريا، أعادت السلطات المحلية تأهيل البنى التحتية للمياه في مختلف المناطق - خطوة أساسية في مسار إعادة الإعمار بعد الدمار الذي خلّفه داعش.

في كلمته أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، شدّد رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف رشيد على أهمية إعادة دمج وإعادة تأهيل المقيمين في مخيم الهول، مبرزًا جهود العراق والتحالف الدولي في دعم عودة العائدين ودمجهم بشكل مستدام في مجتمعاتهم.