أُؤمنُ تمامًا أنَّ ثمّةَ تضاد بينَ عظمةُ النفسِ وعُلُوِّها وبين التبجِيلُ الدائم للمنجزات، فَجُلُّ العظماءِ ومن نالوا علوَّ المقام؛ تجدهم زاهدين في ردود أفعالهم إزاء منجزاتهم -أيٍّ كانت- فلا تبالغ فتُفْرِطَ في فرحَتُكَ في أمرٍ يَسير فتَظُنَّ أنَّهُ عظيم؛ فتعجز بعدئذ فيما هو أصعب.

هذا الدِّين والذي نَفْسِي بِيَدِهِ أنَّهُ دِينُ رَحْمَةٍ ورأفةٍ للعِبَاد وكَسْبٌ لهُم لا يُعَادِلُ عطاؤهم قط، فانظر وأطِل نَظَرُكَ مثلًا؛ في كيفية إخراج الصدقة وحدُّها الأدنى؛ وقِس ذلك بما يَعَوُدُ مِن أثَرٍ على العَبْدِ جرَّاءَ إخراج هذهِ الصدقة؛ وغَيْرُ الصدقةُِ نماذجٌ لا تحصى.

الشماتةُ بالآخرين، الجِدَالُ والخِصام دونَ حُجّةٍ وغايةٍ محمودة، الحديثُ دونَ درايةٍ بَغْيَةَ كَسْبُ النَّظَر دونَ اكتراثٍ لما سيُرتِّبُ قولك؛ وعلى وزنِ تلكَ الصِفاتُ صِفاتٌ أُخرى؛ كُلُّهَا تَفْتَرِقُ في أمور وتتحِدُ في شأنٍ وأمرٌ واحد؛ ألا وهو سوءها وسوءُ ما تجرُّهُ على المرء.

المؤسفُ حقًّا أُولئك الذين لم يُبالوا بِسوءِ أفْعَالِهِم أمام العَلَن فضلًا عن دناءةِ فِعْلِهِم في خَلْوَتِهم؛ فَلَم يُصْلِحُوا القَوْلَ والفِعْلَ سرًّا ولا علنًا، بل أنَّ ثُلّةٌ مِن هؤلاء؛ جاوزوا الحَدَّ فأسرفوا في الأمرِ جدًا؛ فأضحى خروجهم ترويجيًّا لكلِّ فِعْلٍ دنيء انتهجوه.

أحد عُظَمَاء هذهِ الأمَّةِ؛ الباسلُ المِقْدَام؛ الصَحَابِيُّ الجليل خالد بن الوليد، أحد أعْظَمُ القادة العسكريين؛ إذ لم يكُ أعْظمُهُم، رحَلَ ابن الوليد؛ وقد رُوُيَ عنهُ أنَّهُ قال "لقد شغلني الجهاد في سبيل الله عن كثير من قراءة القرآن" فما الذي أنتم مُنشغلين به عن قراءةِ القرآن؟

قَلِّل كيفما شئت؛ تحتَ أيَّ مطيَّة، وبالقَدْرُ الذي تُريد، وفي أيِّ مناسبةٍ أردتَ أيضًا؛ محليَّةً ام قاريّة أو فيما يخص المنتخب، امّا الحقيقةُ فوُضُوحُها كالشَّمْسِ ظُهْرًا؛ إذ لا رَيْبَ في قُدْرَةِ هذا الرجُل وتمكُّنِه وحضورهِ المُبرِّحُ المؤلِم على خصومه. #سالم_الدوسري #الهلال

لا أكَاد أجْزِم فحسب؛ بل أجْزِمُ مُتَيَقِّنًا بأنَّهُ لن يَجِدَ المرءُ كحُسنِ ظَنِّهِ بربّه ليُجابِهَ مصَاعِبُ الحياةِ ومِحَنُهَا؛ فضلًا عَن فضلُ ذلك (حُسن الظن بالله) في قضاءِ الحوائجِ وتيسير المطالب، فحريٌّ بالمُسْلِمِ أن يُعَوِّلُ على ربّهِ بحُسْنِ ظَنِّهِ به؛ في كُلِّ أمر.

كُلَّ ما زادَ خضوعُكَ وتذلُّلكَ لله وتضاعفَ وجلُكَ مِنْه تَعْظِيمًا لهُ وخَشْيَةً مِنْهُ ورجاءَ ما عِنْدَهُ؛ كُلَّ ما نِلْتَ رِفْعَةٌ بينَ الأنامِ بذلك فضلًا عمّا ستلقاهُ مِن توفيقٍ لا محالة، وتحقيقُ ما سبق؛ يُكْسَبُ بتحقيقِ العبوديةَ لله؛ متَّبِعًا أمره مُجتنبًا ما نهى عنه.

الواقعُ المؤسفُ بِحَقّ أنَّ ثلّةٌ كبيرةٌ في عددها؛ ما بينَ شُبَّانٍ وشَابات وآخرين ليسوا فارقين بكثيرٍ عمرًا عنهم؛ درجوا فألِفُوا سلوكياتٌ بذيئةٌ في وصفها، حضيضٌ مقامها؛ مُتَمَثِّلةً في الاعتياد على قولٍ ساقطٍ دون مبالاةٍ لذلك ورؤيةَ المناظر السافلة وتناقلها دون حسابٍ لعُقْباها.

مِن حُسُنِ خُلُقِ المرء؛ أن يُعامِل الجميع كأصل على حَدٍّ سواء دونَ تَمْييِز أحد على آخر؛ لصفةٌ اختصَّ بها أحدٌ دونَ الآخر، فيُوَقِّرُ الكبير ويَرْحَمُ الصغير ويبتسمُ ويَشْكُرُ الضعيفَ كما هو كذلك لذُو القَدْرِ الرفيع وهكذا؛ ليتَّخِذَ ذلك نهجًا وعادةً لهُ في تعاملهِ مع الآخرين.

ما جرى ليسَ استثناء فلا داعٍ للدَّهشَةِ والغرابة؛ بل هُوَ ما جَرَت عَليْهِ العادةِ تمامًا، في كُلِّ لقاء يَحْضُرُ الأهلي وجُمهوره حضورًا فحسب؛ ليُكْمِلُوا صورةَ الديربي بحضورهم أولًا ولِيَتَلَقُّوا هزيمة العادةِ فيَكُونُوا مَمَرًّا للعميدِ ثانيًّا. #الأهلي_الاتحاد

مِن الجَهْلُ الفاحش لدى البعض والذي ليسَ لهُ نصيبٌ مِن الواقعِ شيئا؛ ظَنُّ هؤلاءِ أنَّ مَن امتَثَلَ لأمرِ رَبِّهِ وعَمِلَ صالحًا في الدُنْيَا؛ خَسِرَ هذهِ الدُنْيَا حتمًا للآخرة؛ ظنًّا خاطئًا مِنْهُم أنَّ السيرُ في سبيلِ الله مآلهُ خُسْرانُ الدُنْيَا وبقاءُ المرءِ دائمًا في تعب.