الإتقان لا حدّ له، وبلوغ الكمال محال، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وما على المجتهد من سبيل. يقول الطاهر بن عاشور في مقدمة "التحرير والتنوير": وعلمت أن ما يهول من توقع كلل أو غلط، لا ينبغى أن يحول بيني وبين نسج هذا النمط، إذا بذلت الوسع من الاجتهاد، وتوخيت طرق الصواب والسداد.

يروى عن عليٍّ رضي الله عنه أنه كان يقول: الفرص تمرُّ مرَّ السحاب، فانتهزوا فرص الخير.

ينبغي أن يكون علم المرء أعظم من بيانه، وعقله أكبر من علمه. وإنما يأتي البلاء من زيادة البيان على العلم، والعلم على العقل. ذُكِر عند علي بن عبد الله بن عباس بلاغة رجل، فقال: إني لأكره أن يكون مقدار لسانه فاضلًا على مقدار علمه، كما أكره أن يكون مقدار علمه فاضلًا على مقدار عقله.

ينظر الناس إلى القمر مكتملًا في مثل هذه الليلة فتتنازعهم أطياف الذكريات وصور الأحبة .. يقول هند بن أبي هالة في وصفه للنبي ﷺ: كان يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر. ويقول كعب بن مالك: كان ﷺ إذا سُرّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر. ويقول جابر بن سمرة: رأيت رسول الله ﷺ في ليلة

ولما رأيت الهبد في الناس فاشيًا أنفت لنفسي أن تموت بلا هبدِ #شعار_المرحلة

والمروءاتُ كالغرائر في الرِّيفِ مِلاحٌ لا تعرف التزويقا بدوي الجبل

قال الصفدي عن شيخ الإسلام ابن تيمية: قد تحلّى بالمحلّى، وتولّى من تقليده ما تولّى، فلو شاء أورده عن ظهر قلب، وأتى بجملة ما فيه من الشناع والثلْب! وهذه عبارة ذم شديد، وإن أوهم ظاهر شطرها الأول الثناء بحفظ المحلى، وإنما أراد الصفدي التشنيع على شيخ الإسلام ابن تيمية بتأثره بابن حزم

المعركة الأدبية بين الرافعي و طه حسين و عباس العقاد - د. عبدالرحمن قائد.

سبق شيخَ الإسلام في هذا أبو المعالي الجويني (ت: 478)، فقال في كتابه «غياث الأمم» (ف: 283) بعد أن ذكر صنيع المأمون: «ولو قلت: إنه مُطالَبٌ بمغبّات البدع والضلالات، في الموقف الأهول في ‌العَرَصات، لم أكن مجازفًا». وليس في العبارتين تألّي (قَسَم) على الله، وإنما هو ظنٌّ واجتهاد.

يشفق الناس على المظلوم، والظالم أحق بالشفقة! كان إبراهيم التيمي يقول: إن الرجل ليظلمني فأرحمه. وقال محمود الوراق من أبيات: مازال يَظلِمُني وأرحَمُهُ حتى بكيتُ له مِن الظُّلْمِ وقيل لرجل: إني مررت بقوم يشتمونك شتمًا رحمتك منه، قال: ‌إياهم ‌فارحَم.

إذا احترقت مكتبتك، وكان بإمكانك أن تنقذ كتابًا منها، فماذا ستنقذ؟ استفتاء أجاب عنه طائفة من الأدباء إجابات مختلفة تحكي طرائق الناس في التفكير، ونزوع بعضهم إلى الوضوح والسهولة، وآخرين إلى الإغراب والتفلسف في غير طائل. ولفت نظري إجابة إحسان عباس واختياره إنقاذ ديوان شاعر فرنسي!

ليس إلى سلامة من تصدّر لنفع الناس سبيل. يقول الإمام مالك: من ‌تولى ‌تفريق ‌الصدقات لم يعدم من يلومه، وقد كنت أتولاها بنفسي فأوذيت، فتركت ذلك. وحسبك قول رأس الخوارج للنبي ﷺ وهو يقسم غنائم حنين: ‌اعدل ‌فإنك ‌لم ‌تعدل! وقال آخر: إن هذه ‌قسمة ‌ما ‌أريد بها وجه الله!

قال ﷺ في عشر ذي الحجة: ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرًا من خير يعمله في عشر الأضحى. فمن استطاع أن يختم القرآن فيها فليفعل. ومن استطاع صيامها فليفعل. ومن استطاع بذل المعروف بماله ونفسه فليفعل. ومن استطاع ألا يسبقه إلى الله أحد فليفعل. وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.

قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: «قلت لأبي يوما أوصني يا أبت! فقال: يا بني! انوِ الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير». «مناقب الإمام أحمد» لابن الجوزي ص ٢٦٠.

ذكر الأثرم أنهم أتوا الإمام أحمد في #عشر_ذي_الحجة ، فقال لهم: قال أبو عوانة: كنا نأتي الجُريريَّ في العشر فيقول: "هذه أيام شُغل، وللناس فيها حاجات، وابن آدم إلى المَلال أقرب". وما ملُّوا من العلم، وما أرادوا إلا الشغل بالعبادة، لكنهم كانوا يخفون حسناتهم كما يخفي أحدنا سيئاته.

كثيرًا ما تُبِين مقدمات المؤلفين لكتبهم عن خلائقهم، وتدلّ على طبائعهم، من التواضع أو الكبر، والحكمة أو الحمق، والأناة أو العجلة، والذكاء أو الغباوة، والظرف أو الفدامة، والصدق أو المخاتلة، والأمانة أو الغلول، ولئن قيل: إن الكتاب يُعرف من عنوانه، فإن المؤلف يُعرف من مقدمته.