موقف اليهود المناهضين للصهيونية منذ ٧/أكتوبر أشرف من مواقف العديد من العرب المتخاذلين عن نصرة غزة. شتّان بين من لا يتضامن مع غزة لأنه مقاومتهم يقودها إسلاميوّن وبين يهود يُصرِّحون بعلانية أن المُقاومة الفلسطينيّة ليست إرهابية وأنهم يتبرأون من "إسرائيل" ويصفونها بالكيان الإرهابي.

مجزرة تلو مجزرة وجميعها بحق المدنيون في غزة. الجدير بالذكر أن بالرغم من هذه المجازر المرتكبة، لم تلغي أي دولة عربية (مُطبِّعة) اتفاقياتها التطبيعية مع "إسرائيل". بينما قطعت العديد من الدول حول العالم (كالبرازيل وكولومبيا) علاقاتها مع الاحتلال نتيجة لهذه المجازر. يا له من عار!

من أكثر الأمور المؤسفة التي اتضحت مؤخراً أن بعض الشعوب العربيّة تعيش تحت أنظمة قمعيّة سلبت منها أبسط حقوقها، كحق التضامُن مع أخواننا في فلسطين. أصبح التضامُن مع فلسطين يُشكِّل جريمة ببعض بُلداننا، ولذلك تحرير هذه الشعوب العربيّة من أنظمتها القمعيّة جزءً لا يتجزأ من تحرير فلسطين.

ما ذنب هذه الطفلة وغيرها عشرات الآلاف من أطفال غزة الذين شُرِّدوا أو يُتِّموا أو قُتِلوا بدمٍ بارد؟ في ظل كل هذه الجرائم البشعة التي تُرتكب بحق أطفال غزة، كل ما تقوم به المُقاومة الفلسطينية المُسلّحة من عمليات عسكرية مُبرّر ومحمود، ولترحل "إسرائيل" وكل من يتعاطف معها إلى الجحيم.

المضحك المبكي هو أننا وصلنا لعام ٢٠٢٤، ومازالت الحكومات العربية متمسكه بحل الدولتين. أي شخص لديه أدنى قدر من الوعي السياسي يدرك جيداً أن "إسرائيل" لا ترغب بالتنازل عن أي شبر من أرض فلسطين. ولذلك الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحرير الأرض، أما المفاوضات لا تسمن ولا تغني من جوع!

حكومة أكبر طموحاتها التضييق على عديمي الجنسية وحرمان المواطنين من تنظيم الوقفات التضامنية مع غزة لا استبشر بها خيراً ولا أنتظر منها أي إنجاز.

في نجاحٍ جديد لحركة مقاطعة إسرائيل ضدّ تواطؤ الشركات الماليّة في النظام الإبادي الإسرائيليّ، اضطُرت شركة التأمين الفرنسيّة "أكسا" إلى بيع استثماراتها في جميع البنوك الإسرائيليّة الكبرى، وشركة "إلبيت" للتصنيع العسكريّ. تشكّل هذه البنوك العمود الفقري للمشروع الاستعماري الإسرائيلي.

النكبة الفلسطينيّة التي نقرأ عنها بكتب التاريخ لم تنتهي عام ١٩٤٨، فالنكبة مازالت مُستمرة إلى يومنا هذا وموثقه بالصوت والصورة. عمليات التهجير المُمنهجة نراها على شاشات التلفاز يومياً. لا تتوقفوا عن النشر. لا تتوقفوا عن المقاطعة. لا تتوقفوا عن حضور الوقفات التضامُنيّة. لا تنطفئوا!

في ظل صمت وتخاذل العالم العربي عن نصرة فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص، صرّح الوزير الإسرائيلي بن غفير بأنه يسعى لبناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى. لم يتجرّأ بن غفير على التصريح علناً بأهدافه إلا عندما أدرك جيداً أن العالم العربي خاضع ومنطبح للغرب، وأن فلسطين لم تعد ضمن أولوياتهم.

أتعجب من "شيخ" يوجه أصابع اللوم على الضحية (الفلسطينيون) بدلاً من توجيه هجومه اللاذع على الإسرائيليون المحتلون. المقاومة الفلسطينية خرجت من رحم الشعب لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي هدم المساجد وأحرق المصاحف وقام بتدنيس المسجد الأقصى. عاشت المقاومة الفلسطينية وسحقاً لمنتقديها!

لمن يدّعي أن المقاومة الفلسطينية (وعلى رأسها حماس) هي من جلبت الدمار لفلسطين: تعود هذه الصور لعام ١٩٦٩ عندما أشعل أحد الصهاينة النيران بالمسجد الأقصى لتدميره، مما أدى إلى حريقاً ضخماً تسبب بأضرارًا كبيرة بالمسجد. وقعت هذا الحادثة قبل تأسيس حماس بـ١٨ عام، فمن جلب الدمار لفلسطين؟

أغلبية سكان هذه المناطق هم من فئة عديمي الجنسية، والجدير بالذكر أنهم سكنوا هذه المناطق لعشرات السنوات. السؤال المطروح: أين سيذهب سكان هذه المناطق؟ هل ستقوم الحكومة بتوفير بديل لهم؟ إخلاؤهم بهذه الطريقة لا يليق بدولة تدعي بأنها بلد الإنسانية… كان الله بعون عديمي الجنسية في بلدي

قُتل هيرش غولدبرغ (أسير إسرائيلي) فاستنفر الغرب وأدان هذه الحادثة بأشد العبارات. بالمقابل، يقبع آلاف المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال (منهم أطفال) ويتعرضون للتعذيب، مما أدى إلى مقتل العديد منهم ولم نرى اي إدانة غربية. فبالنسبة للغرب، أرواح الإسرائيليون أثمن من أرواح العرب

يمكنكم قراءة مقالتي بعنوان 'الاستعمار الاستيطاني والكفاح المسلح بين إيرلندا وفلسطين' والتي تسلط الضوء بشكل مختصر على الحالة الإيرلندية (الملقبة بـ'فلسطين أوروبا') على الرابط أسفل التغريدة أشكر منصة تقدم (تقدُّم) على دعوتهم الكريمة لي لكتابة هذه المقالة taqadoom.com/7362/

ما يتعرّض له عديمي الجنسيّة من تعسُّف وصمة عار على جبيننا جميعاً. لا يوجد أي مُبرّر بتاتاً لهذا النهج القمعي. فرد العضلات على هذه الأقليّة المُستضعفة واضطهادها وخنقها بهذه الشكل لن يحل مشاكل البلد، بل سيُفاقمها! اللهم إني برئ من سياسة الحكومات الكويتيّة المُتعاقبة تجاه البدون…

لا يجوز شرعاً ولا قانوناً (بموجب القانون الدولي) حرمان أطفال من التعليم، فالتعليم حق مكفول لكل إنسان. ما الذنب الذي ارتكبه أطفال البدون ليتم حرمانهم من التعليم؟ هل ستزدهر وتتقدّم الكويت اذا تم منع هؤلاء الأطفال من الذهاب للمدرسة؟ لا أرى أي منطق بنهج الحكومة تجاه عديمي الجنسيّة!

مرّت ٤ شهور على التشكيل الحكومي وإلى يومنا هذا لم نرى برنامج عمل للحكومة. بل رأينا الحكومة تقطع الكهرباء عن منازل المواطنين خلال هذه الفترة وتفشل فشل ذريع بتنظيم مباراة مدتها ٩٠ دقيقة. ومازال البعض يستخدم مجلس الأمة كشمّاعة لفشل الحكومات الكويتية المُتعاقبة بإدارة قطاعات الدولة!

عندما اقتحم شارون المسجد الأقصى عام ٢٠٠٠، انتفض العالم الإسلامي بأكمله وخرج المسلمين في شتّى العواصم للتعبير عن غضبهم الشديد لهذا الانتهاك. أما اليوم، فقد طبّعنا مشاهد اقتحام المستوطنين الصهاينة للأقصى، حتى وصل تماديهم إلى المطالبة بهدم قبة الصخرة، والعالم الإسلامي في سبات عميق.

كلمة جميلة قالها النائب السابق والوطني الكبير العم مشاري العنجري -أطال الله في عمره- في لقاء، عندما سُئل لماذا تنتقدون الحكومة ولا تذكرون إيجابياتها؟! رد، هذا دورهم مو دورنا، دورنا تحديد الخلل وكشفه.. "ما في أحد يذهب للطبيب ليخبره بأن أموره طبيعية وطيبة، بل يذهب ليشتكي من علة"!

خبر لا يمُت للواقع بصلة، خصوصاً في ظل حرمان أطفال البدون في الكويت من التعليم. مع الأسف الشديد، الحكومة الكويتية لم تستثمر بمستقبل أطفال عديمي الجنسيّة، بل فعلت العكس تماماً، وتجاهلكم لمعاناتهم لن يخفيها، بل سيُزيد الطين بلّه. صحافتنا المحليّة منفصلة تماماً عن الواقع الذي نعيشه!