يومًا ما، ستلتفت إلى الوراء مُتأمّلاً، وتقول "شُكرًا" لكل تجربة ثقيلة صقلت شخصيّتك، وأعادت بناء فكرك على أُسس متينة لا تتأثّر بهبوب الرياح العابرة، لكل طريق وَعِر شَدّ من ظهرك وعلّمك كيف تتعامل مع وعورة الدروب بجسارة وحنكة، لكل خيبة علّمتك أن ترتفع بآمالك من قاع الأرض إلى السماء.

احب التحدث لنفسي كثيرًا، لأنني الشخص الوحيد الذي تعجبني أجوبته جورج كارلين

يرتقي الإنسان بقَدر ما يدفع غيره للارتقاء، ويُرزَق بقَدر ما يكون سببًا لرِزق غيره، وتهطل عليه الخيرات عندما يكون مفتاحًا للخير، وتطرق السعادة أبواب قلبه عندما لا يشحّ بها على غيره؛ ذلك أنّ في الحياة قانون للوفاء: مَن يُعطِي بصدق يعود إليه العطاء.

إنّهُ لُطف الله، الذي يأتيك في غمرة الأعباء والأثقال، فيمسح على روحك مسحةً من هناءٍ وسكينة وطمأنينة، فيُنسِيك ما أهَمَّك، ويغدو كل شيء بردًا وسلامًا عليك، إنّهُ الحليم الكريم، الذي يُرسِل عطاياه اللطيفة بين ثنايا الأوقات واللحظات، لتستشعر "أنّهُ معك".

بلَغ حظّاً عظيمًا، ذاك الذي كرَّس جُهده ليجعل من نفسه أفضل في كل يوم يمرّ عليه، الذي ينظر إلى الخلف نظرة المُتبَصِّر ليصنع خطوته القادمة بشكلٍ أحسن، الذي يتيح لنفسه المجال ليتعَلّم من كل تجربة، وموقف، ومكان، ليجد نفسه فيما بعد ثريّاً بالكنوز التي تستقرّ في أعماقه.

مادام القادم بيد الله فنحن بخير دائماً.

خطبة الجمعة | "كلّ الذي يُحيط بك هو بقدر الله، وكل الذي تطلبه هو من خزائن الله، وكل الذي تخافه هو بيد الله، وكل الذي فات ذهب بأمر الله، وكل الذي سيأتي هو من عند الله، وكل الذي يهمُّك هو بعلم الله، والله في ذلك كله رحمٰن رحيم".

اللَّهم خير الأمور، وخير الأَيام، وخير الأَقدار

اختيارات الإنسان التي تدخل فيها إرادته تُعبِّر بشكل كبير عن شخصيّته، فإذا أردت أن تعرف شخصًا حقّ المعرفة انظر إلى تفضيلاته، محبوباته ومكروهاته، نوعيّة اهتماماته، رغباته، تطلُّعاته، ردّات فِعله الذاتيّة، اختياراته في جوانِب حياته، فإنّ "اختيار المَرء قطعة من عقله"

في أمسّ الحاجة لعونك يا الله رتِّب فكري، جدّد شغفي، زدني رحمةً وفضلاً وتنويرًا

يهون التعب ويتلاشَى إذا بُذِلَ في سبيلٍ يُحبّه الإنسان، تغدو المسافات الطويلة قصيرة، والطُرُق الوعرة يسيرة، والخطوات الثقيلة خفيفة، والعقبات ليست سوى تحدّيات مُمتعة، وأكثر السائرون سرورًا هُم أولئك الذين يضعون نَصب أعينهم لحظة الظَفر، وقَطف الثمر.

اللي قلبه حلو لا تخـــاف عليه❤️❤️❤️

الأرزاق المتأخرة تأتي محملة بثقل الجزاء، تقف تتأمل بأن ما يحدث أكبر مما رجوت، وذلك لأن الله حفظ لك حقك، وحلمك الذي خبأته في صدرك راجياً قدومه في صبحٍ قريب، أن الله لا يرد يداً رفعت إليه خائبة.. فثق بالله وأحسن الظن دوماً

نواياك الطيّبة، ودوافعك النقيّة، وأفعالك المُحسِنة الخفيّة؛ ستراها بين طيّات الأحداث العابرة، واللحظات الخاطفة، ومُجريات الأقدار، ستتجسّد على هيئة ألطاف ربّانية تُبعِد عنك سوءًا لم يكُن بالحُسبان، وتجلب لك خيرًا لم تسعَ إليه، وتُمطرك بالعطايا السماوية والمكرمات.

عليك أن تدرك أن كل شيء يحدث في وقته المناسب، ولكل أمرٍ توقيته الإلٰهي الذي لا يتأخّر عنه ولا يتقدّم، وإذا استقَرّت في قلبك هذه الحقيقة بإيمانٍ ويقين سترتحل عنك طيوف القلق المُؤرّقة، وستُعانِق الرِضا الذي سيقودك نحو ما تتطَلّع إليه "فمَن رَضِيَ فلهُ الرِضا"

في مثل شعبي قديم يقول: "التّوالي، لها والي". - يعني أن المُستقبل من عِلم الغيب وبيد الله فقط، لا تُجهد نفسك في التفكير بالمستقبل فإنَّ "التوالي، لها والي" فتوكّلوا على الله وأمِّلوا بالله خيرًا .."

قيل ليوسف و هو في السجن، إنا نراك من المحسنين وقيل له وهو على خزائن مصر، إنا نراك من المحسنين - المعدن النقي لا تغيره الأحوال .."