يا ليلُ، جئتكَ والأنّاتُ تسبقني وفي حنايايَ قلبٌ مُثقلُ الوَجَلِ أبثُّ نجوايَ بينَ الغيمِ مُرتجفًا كأنَّها من صدى الآهاتِ تشتعلِ أُناجي اللهَ في دمعي، وفي أملي فما خذلتَ أمرًا قد جاءَ مُبتهلِ أتيتُ بابَكَ لا مَلجى ولا وَطَنٌ سِواكَ، يا سِترَ مَن ضلُّوا بلا سُبُلِ - الوتر

﴿ ومَانُرْسِلُ بالآَيَاتِ إلا تَخْوِيفًا ﴾ اللهم اجعل هذا الخسوف تذكرةً لنا بقدرتك، ونورًا لقلوبنا، وسترًا لنا في دنيانا وآخرتنا اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها صغيرها وكبيرها أولها وآخرها سرها وعلانيتها ما علمنا منها ومالم نعلم.

أدعوه في ليلِ الأسى متضرّعًا فيَفيضُ قلبي باليقينِ عَزائي قد خبّأ الرحمنُ لي ما لم أَرَ والخيرُ مكنونٌ وراءَ بُكُوئي إن ضاقَ بي دربُ الحياةِ فإنني أرجو رضاهُ، وفي الرجاءِ وضوئي

تتوالى الخطوبُ تُثقلُ صَدري لا يَزولُ الأسى ولا الانشراحا كلَّما ضمَّني رجاءٌ تهاوى مثلَ حلمٍ يُبدِّدُهُ الرماحا سلكتُ الدروبَ أرجو سبيلاً فانتهى بي الضياعُ والافتضاحا غيرَ أنّي رجوتُ فجرًا بعيدًا فانطوى في غيومِه لن يُباحا

أطلَّ الصباحُ فأينعتْ أنفاسُهُ وتفتّحت في روابينا الأمانيَا ألقى على الكونِ أثوابًا مزخرفةً من الضياءِ تُضيءُ الروحَ راضيَا تغنّتِ الطيرُ في عليائِها طربًا وردَّدَ النهرُ أنغامًا وتحايا تبدّدَ الليلُ في أفقٍ مُنوَّرِنا كأنّهُ لم يكنْ حزنًا وأشجانيَا

وتعودُ للروحِ الذكرياتُ كأنها ريحٌ تعيدُ في الليلِ حكاياها تمشي في القلبِ خفيةً وهادئةً وتزرع في الفؤادِ عطرَ ذكراها تبوحُ لي بأيامٍ مضتْ بسلامٍ وتترك من الماضي أثرَ هواها غدٌ آتٍ، وفيه الروحُ مبتهجٌ يُعيدُ للصدرِ أحلامًا تمناها

فصُغنا الأسى شعرًا يئنُّ بنارهِ وقد ضاقَ حتى بالحروفِ غِناؤُها سكتنا، وفي الأعماقِ بركانُ لوعةٍ تُخرْسُهُ الأيّامُ حتى بُكاؤُها توارَت جراحُ القلبِ خلفَ تبسُّمٍ ولكنّ في عينِ السرائرِ دَواءُها رَمتنا الليالي بالهمومِ فأصبحت خطانا ثقيلاتٍ يُضلّ رجاءُها

في ذكرى يومنا الوطني، نحمد الله على ما تحقق من إنجازات في بلادنا الغالية، ووحدة وطنية قامت على الشريعة الإسلامية والعدل.

سلامًا دارَ توحيدٍ ومجدٍ بها التاريخُ قد سطّر عُهُودًا على أرضٍ مباركةٍ أضاءت رسالاتُ الهدى نورًا فريدًا هُنا الإسلامُ في سفرٍ تسامى فكانَ الحقُّ والقرآنُ شُهودا وفيكِ ولاءُ شعبٍ لا يزولُ يُجدّدُ عهدَهُ أبدًا عتيدًا Sep 23

كلما ظننتُ الحياةَ رحيمةً عادَ الضيقُ يطرقُ دارِي وأبصرتُ أني غريبُ الخطى تُسائلُ نفسي عنَ الأسْرارِ فأمضي وأحملُ في داخلي بقايا الرجاءِ معَ الإصرارِ فإن ضاقَ يومي بعتم الدجى أضَاءت همومي سَنا الأنوارِ وأيقنتُ أنّ البلاءَ الذي يجودُ عليَّ هوَ الاختبارِ

يا سيّدَ الأكوانِ جئتَ مُكرَّمًا وبنورِ وجهِكَ أشرقتْ أقطارُنا أنتَ الضياءُ إذا الدروبُ تفرَّقت وبذكركَ الأرواحُ يزهو نورُها صلّى عليكَ اللهُ في عليائِهِ ما غرَّدَتْ فوقَ الغصونِ طيورُها اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبِه أجمعين ﷺ

تسائلني وما في القلب سرٌّ فكُنتَ لجرحهِ الداءَ المُحالِ أما يكفيكَ أني في اغترابٍ أُقاسي من جفاءٍ واعتزالِ؟ فكُنتَ ترى دموعي كلَّ حينٍ وتَسألني وقد علمتَ حالِي! فدعني في صموتي مستكينًا أُخبِّئ في الضلوعِ لهيبَ أجلِي

أَأَكُفُّ عَن حُلمٍ سكَنتَ رُبوعَهُ وَغَدَوتَ في قَلبي أُنيسَ مَساهُ وَاللهِ ما أَسلو الهَوى إِلّا بِكُم يا مَن غَدا قَلبي رهينَ هَواهُ وإِذا الزَّمانُ أَرادَ صدّي عَن هَوىً أَبَتِ المَشاعِرُ أَن تُطيعَ نَواهُ فَلَئِن تَباعَدَتِ الدُروبُ وَأَوحَشَت يبقى فُؤادي مُوطِنًا لِهَواهُ

يقول ابن الخطيب: "لو علِم المؤمنون فضل الصلاة على النبي لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين" اللهم صلِّ وسلّم وبارك على نبينا محمد ﷺ

وتَنتشي الرُّوحُ إن مرُّوا بخاطرِنا فذكرُهُم في الأَسى والهمِّ يُسلِينا نُمسِي ببحرِ الهوى، نمضِي بلا سُفُنٍ فكم غرِقنا، وما تَبدُو شَواطينا وإن ركِبنا سفين الشوقِ في لُججٍ فنَحنُ في اليَمِّ، لا ترسُو مَراسِينا حارَ الأطبَّاءُ في أدوائِنا زمنًا ونسمةٌ من صبا الأَحبابِ تُشفينا

رأيتُ العسرَ يتبعُه يسارٌ وقِيلُ الله أصدقُ كلِّ قِيلِ فلا تجزعْ وقد أعسَرتَ يومًا فقد أيسرتَ في دهرٍ طويلِ ولا تظنّن بربِّك ظنَّ سَوءٍ فإنَّ اللهَ يأتي بالجميلِ

اللهمَّ صلِّ على مُحمد وعلى آلِ مُحمد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد، وبارك على مُحمد وعلى آلِ مُحمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد

الحمدُ للهِ في ضِيقٍ وفي سعةٍ فكُلُّ أمرٍ جرى مِن خالقي كَرمُ الحمدُ للهِ في ضُرٍّ وعافيةٍ فهذهِ النفسُ في أحوالِها حِكَمُ إنّي رضيتُ بأقداري وما حمَلَت رِضًا يوافِقُ ما يجري بهِ القلمُ وما عليّ من الدُّنيا فلي أملٌ بخالقٍ بَجميلِ اللُّطفِ يتّسِمُ

تُسامرُني الذكرى، ويَلسَعُني الأسى كأنَّ المآسي لم تَمِلَّ جَفاؤُها رَعَتْني همومٌ لا تَني في هجومِها كأنِّي عدوٌّ، والمصائبُ جَيشُها كَتَمَت دَمعي بالجُفونُ تجلُّدًا ولكنَّ قلبي قد تَحدّى خُفَاءُها فيا ربُّ إنّ الليلَ طالَ بظُلمِهِ فأشرِق على قلبِي بنورٍ يُضيئُها