الحمد لله الذي يكشف لنا الإجابات حين تعذّبنا الأسئلة، ويرينا حكمته حين يؤرقنا البحث عن المغزى، ويحيينا باليقين حين يكاد الشكّ أن يقتلنا. الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيّباً مباركاً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
ربي لقد بذلت مابوسعي لئلّا انطفئ، خذ بيدي إلى نجمٍ بعيد، واغمرني بضوءٍ لا يخفت وهجه ولا ينكمش، يعزّ عليّ هذا التعب والركض الطويل في مدارٍ أجهله، خذ بيدي من التيه، من عبء الوجود الحزين، من بين أنياب القلق، إلى رحابة حنانك وأمانك، واملأني بالسّلام الذي أتوق إليه.
حينما قال الله (وبَشِّر الصابرين)؛ كان يعلم بأن الصبر رحلة شاقة وطويلة، أن تصبر على ابتلاء أو هم لا تعلم متى يُفرج، تصبر على دعوات لا تعلم متى تُستجاب، تصبر على مرض لا تعلم متى شفاؤه، تصبر على رزق لا تدري متى تفتح أبوابه. لأجل ذلك.. أعدّ الله للصابرين وبشرهم في الدنيا قبل الآخرة.