والله كنت أظن أن المُطبلين للحروب من حديثي العهد.. وأنهم لم يخرجوا إلا بعد حرب غزة وتورّط إيران فيها.. لكن تبيّن أن هذا منهج قديم، تسير عليه أبواق الكاذبين ومنذ زمن

كما زُرعت إسرائيل في قلب المنطقة لتمزيق الصف العربي وإشعال الفتن، زُرع هذا الشخص بنفس المخطط الصهيوني الخبيث، ليكون أداةً لشق وحدة العرب، واستهداف أمن واستقرار دول الخليج على وجه الخصوص..

أربعمئة عام ونحن تحت حكم ستّ عوائل كريمة تدير دول الخليج بحكمة واستقرار وقد رأينا بأعيننا مصير الدول التي انقلبت على ملوكها، وأين انتهى بها الحال وهذا ما يغيظ أولئك الذين يصفوننا بـ"عبيد الحكام"، فأمننا ورفاهيتنا وعلوّ مستوى معيشتنا يحرق قلوب الحاقدين، ويسعد من يتمنى لنا الخير.

ويا للعجب!! لا يزال في الخليج من يُدافع عن هذا الحزب العفن رغم سواد تاريخه وخيانته المكشوفة ومواقفه المخزية تجاه أوطانهم!! أي عمى هذا الذي أصاب القلوب قبل الأبصار؟! أفلا يستحي هؤلاء من الاصطفاف مع حزب لطالما تآمر على أمن الخليج والدول العربية واستقرارها؟!

أحقر أصناف المغرّدين أولئك الذين كانوا يدافعون عن بشار بقوة ووقاحة.. فلما سقط.. أغلبهم مسحوا تغريداتهم القديمة، ولاذوا بصمت مُخزٍ كصمت القبور.. وأنا شخصيًّا لا أنسى، فما زلت أذكر معظمهم..

أعلان العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله براءته التامة من منهج جماعة "الإخوان المفلسين" محذرًا من ضلالاتهم ومؤكدًا مخالفتهم لمنهج أهل السنة والجماعة..

وما طابع هذا السؤال؟! وهل يُعقل أن يصدر ممن يعلم يقينًا أن أهل السنّة يصومون يوم عاشوراء، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي ثبت عنه صيامه وحثّ الأمة عليه؟! أفهذا سؤال استفسار!؟ أم مجرد طرح غير موفّق في توقيته ومضمونه؟!

هداك الله يا أبا حمود، تركت نصوص القرآن الكريم، وغضضت الطرف عن أكثر من مائة حديث في وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر، وتمسّكت فقط بقصة الحسين رضي الله عنه، لأنها توافق هواك!! وقد عبّر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا الموقف بكل وضوح إذ قال مشفقًا ناصحًا: لم يكن في خروجه لا

سؤالي موجّه فقط لمن بقيت في قلبه ذرة من رجولة، ونفس فيها مروءة، وضمير ينبض بالإنسانية: هل لا يزال بينكم من يظن أن ما جرته حماس على أهل غزة يُسمّى جهادًا؟! وهل هذه هي العزة والكرامة التي تزعمون ابتغاءها؟!

هؤلاء هم خيرُ الناس بعد الأنبياء، وهم أوّل من وقف إلى جانب رسولنا الكريم ﷺ، وسانده وناصره في تبليغ رسالة الإسلام، وكان لهم الفضل العظيم في نشر هذا الدين الحنيف في أرجاء الأرض..

سنتان ونحن نسمع الأسطوانة المشروخة: "خذلهم المسلمون"! كلا..لم يخذلهم المسلمون، بل بذلوا ما في وسعهم، وقدّموا ما يستطيعون دون أن يضحّوا بأوطانهم من أجل تهوّر حماس ومقامراتها.. الذي خذلهم حقًا هو من ظلّ أربعين سنة يرفع شعار "فيلق القدس"، ثم لم نره يتحرّك خطوة لنصرتهم! خذلتهم تلك

إن لم تكن في غزة، فاصمت ولا تنطق باسم أهلها المنكوبين.. لا يحق لمن يتنعم بالأمان في أوروبا أو أمريكا، أو في الدول العربية ودول الخليج، أن يطالب حماس بالاستمرار، بينما الأبرياء في غزة يُحرقون تحت وابل القصف.. الكلمة لأهل غزة وحدهم، لا لمن يتاجر بمآسيهم من بعيد وهو ينعم بالأمن

رحم الله الملك فهد وأسكنه فسيح جناته.. كلمات تُثلج الصدر، وتصدر من رجل صاحب موقف شهم وأصيل.. وفي الوقت ذاته، كان "إخونچ" الكويت وباقي زُمرتهُم في الدول العربية يساومون الحكومة على موقفهم من دخول قوات التحالف بدل أن يقفوا معها في وقت الشدة!