اللهم إني اسألك أن ترحم ضعفها ووحدتها ووحشتها وأن تجعل دُعائي أنيساً لها في قبرها

أبدلها دارا خيرا من دارها وأجر عليها رحمتك جارية لا تنقطع ونوراً لا يزول واجعل لقاءنا بها وعداً حقا تحت ظل عرشك

هي هُنا بيننا في عقل و قلب كلٍ منا بين دعوَاتنا في أحاديث عائلتنا عدّا جسدها ليس هُنا غائب “/يا رب طيّب مرقدها وأرفع مكانتها وبلّغها فردُوسك الأعلى من الجنّة يا رب

الفقد ليس لحظة الدفن فقط بل هو في كلَّ صباحٍ تستيقظ فيه و تمشي في البيت تنتظر صوتاً لن يآتي هو أن تلتفت في الزُحام تبحث عن ملامح لن تراها مرةً أخرى هو أن تُمسك الهاتف وتتذكر الرقم الذي لم يعد له صاحب اللهمَّ إغفر لجدتي وإجعل الفردوس الأعلى من الجنة جزاءً لها يا الله

لست بخيرٍ من بعد فراقكِ يا جدتي فبداخلي فراغٌ كبير أحاول التجاوز لكنِّي أقفُ أمام فراقكِ عاجزاً وما حيلتي سوى الدعاء لكِ اللهمَّ إرحم جدتي وإغفر لها وأكرم نُزُلها وآنس وحشتها وأنِر ظلمة قبرها وإجعلها في نعيمٍ دائمٍ إلى يوم يبعثون وجميع موتى المسلمين يا أرحم الرَّاحمين

الهي بقدر كل هذا الالم والفقد لا اريد سوى ان ترحمها رحمه لا تبقي لها ذنبا وان لايمسها شيئا يضيق عليها قبرها يكفيني يارب ان تكون منعمة بجوارك

أخذتني الغصّة من شدّة العَبرة وعجز لساني عن الكلام ولكن في الختام لا أملك إلا أن أرفع يدي إلى السماء داعيًا لها بالرحمة والمغفرة وأن يجعلها الله في جناتٍ النعيم يارب العالمين

يارب ارحمها كما كانت رحيمة بي

اللهُم التي عظمت بركتها وأكرمت ساعاتها نسألك أن تلبسها حلة من نورك وتغمرها بسكينة من عندك وتنزل على قلبها برد الرحمة والرضوان

هُناك أيام تحملُك فيها تأتي بملامحكِ في طيّاتها يتشكلُ لي وجهُك في كُل لحظاتها وأنا هادئه وأنا أعُم بالفوضى وأنا أفعل شيئًا وأنا لا أفعل شيئًا أنتِ متواجدة في كُل شيء فيها —“ رحمكِ الله و جعل مغفرته تغشاكِ ليلًا و نهارًا

حين ما يُداهمك المُوت تكتشف متأخرًا أن كل اللحظات التي ظننتها عادية كانت أثمّن مما تصورّت و أن كُل صمتٍ دار بينك وبين فقيدك كان مساحة مهدُوره كان يُمكن أن تعمّر بكلمة او شعُور أو ضحكة ولكن — “بلغنا الله لقاءهُم في جناتٍ وارفة عالية و عوّضنا عن كُل شعور حزنٍ بعدهم

في ظلّ الكثيييير من الشُوق و الحنين كانت مواساتي الوحيدة أنكِ تنتظريني في مكان ما عند الله في جناتٍ و انهار و قصور يارب /“ كمّا حُرمت من جدتي في الدنيا ارزقني لقاءها متنعمه في جناتك

والله ! « لو ظلّت الأيام طوال العمر تعتذر، لما غفرت لها حرماني منك » ولكن عزائي لنفسي و للأيام التي مضت من دونك عزائي لوقتي ولباقي حياتي التي سأمضيها على ذكراكِ و على أثرك يا حبيبتي جعلتكِ في وداعة الله وعفوه و رحمته حتى نلتقي يوم يلتقي الاحباب على بابه

عزائي لكل الفاقدين كل المنتبهين للفراغ الموجود بين افراد العائله المتأملين بعودة الفرد الناقص منهم برغم أنقطاع سراج الأمل، جمعنا الله وأياهم في جنة عرضها السماوات والأرض حيث لا موت فيها ولا غيّاب واندثار أبدي للفقد، آمين

كم مرة حاولت فيها الهروب من فاجعة فقدك كم مرة حاولت فيها أن أختلق الأحاديث كي لا أتحسر عند أحد على حالي دونك أفتقدتك وأفتقدت نفسي معك تائهة ورب السماء وليس لي درب إلا ذكرياتك — ولكن عزائي بالله بأنه يأجرني على كل يوم يتدفق فيه الشوق بقلبي لهفة وتحناناً إليكِ رحمه و مغفره تغشاكِ

ألقاكِ في الحكايّا وبين ضحكات العائلة جالسةً على رصيف الطريق الذي كنّا نعبره كل يوم مطبُوعة على سقف غُرفتي في النهار تدفعُني الشمس إلى ضرُورة تذكركِ وعند غُروبها يلحُ الليل على أن أشتاق إليكِ كم يخيلُ إلي طيفكِ في الأماكن والأشياء /“— رحمكِ الله يا حبيبتي و رممّ قلُوبنا من بعدك

عسّى أن تجمعُنا الجنّة يا حبيبتي

تأتي الأحاديث ثم الناس و الضحكات وفي ذلك الأُنس أنا ارى وجودكِ ايضًا و ذكرياتك انتِ التي لن أنساها و لن أتسلى عنها ما حييت رحمكِ الله يا من كنّا نأنس بقربك و تألمّنا برحيلك عنّا اللهم أرزق جدتي عيشةً راضيةً في جنةٍ عاليةٍ قطوفها دانية وأكرمها بكرمك يا كريم

عزيزتي جدتي الأعزّ عليّ مِن قلبي "أنا مَن مات و مَن مات أنا "لقيَ الموت كلانا مرتين آمالي جميعها أن تظلّلك رحمة الله و يحتويك النّور من كُل صَوبٍ و جِهة و أن لا يتبدّد ذكراكِ ما حيينا و أن تغمركِ مغفرة ربنا و أن يكون قلبك الأشدّ بياضًا أثمن ما قد حظينا بهِ طوال عُمرنا

في صباح الاحد إرتدى الحُزن ثُوبه الكامل و سكّنت الدمُوع أعيننا قبل أن تنحدِر كان ذلك وداعُ جدتيّ التي كانت لنا سندًا /ظلًا / وقلبًا واسعًا يحتوي الجميّع —“ جعلناها في حمَاية و ودائع رحمَن الدُنيا بأن يرحمها و يغفر لها و لا يحرمنا لُقياها في جنته