تخيل، الناطق العسكري باسم الاحتلال المجرم يحرض ليلا ونهارا على الصحفي أنس الشريف وغيره، ويدعو لقتله بطرق مباشرة وغير مباشرة. ثم لا نسمع صوتًا يدافع عنه: لا مؤسسات،لا نقابات،ولا منظمات دولية! كل الألسنة والمواثيق تختفي عند غزة! حفظ الله أنس وجميع الزملاء #ProtectAnasAlSharif

إصابة الزميل الصحفي أحمد وائل حمدان وأفراد عائلته جراء قصف الاحتلال خيمتهم في مدينة غزة، قبل قليل. دعواتكم له بالشفاء

#عاجل | رسائل لا تحتمل التأخير... أنس الشريف في خطر وعلى قناة #الجزيرة التحرك الفوري لحمايته. أولاً: الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء في هذه الحرب، ولا يردعه فضح إعلامي مهما كان، لأنه ببساطة لا يُحاسب. جرائمه مستمرة دون رقيب، وكل الجهود الإعلامية لا توقفها، ولا نملك إلا الدعاء

هذه التغريدة ليس وقتها ولا زمانها، خاصة عندما تترافق مع حملة تزييف عن كسر الحصار والمجاعة وبطولات وهمية. أدهم نحسبه شخص فاضل، ونحن لا ننكرر حرقة الكثيرين لغزة، لكن كسر الحصار يحتاج لتحركات حقيقية وقوية.

في عقول كثيرين، خاصة الشقوق الأخرى من الوطن والأمة، القتال والتضحية "وظيفة" غزة وواجب مفروض عليها وفعل طبيعي، أما نصرتها فهو اجتهاد و"مبادرة فردية" لمن أحب أو استطاع، دون تحرّك جماعي أو موقف حقيقي. هذه القناعة المريضة هي أساس معركة التبرير الوقح التي يخوضها بعض الالتراس والحمقى.

مع السلامة يا أنس الشريف، أوصلت الرسالة، وأديت الأمانة، وثبّتَّ الكلمة وحفظت الثغر حتى آخر لحظة. رحمك الله وتقبله وصبرك دويك وجزاك عنّا وعن غزة خير الجزاء. ولا حول ولا قوة إلا بالله

هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين،

تحدثت مع حبيبي الشهيد أنس الشريف قبل دقائق من استهدافه وأخبرني أن ما وصله من معلومات يفيد بأن إسرائيل ستستهدفه خلال ساعات. بعدها بلحظات انقطع الاتصال وجاء خبر استشهاده. أنس كان يرى مصيره أمام عينيه ويشهد الله على ثباته وشجاعته وحزنه الكبير من حجم الخذلان. حسبنا الله ونعم الوكيل

كلّ المؤسسات الدولية والصحفية اكتفت بإصدار بيانات إدانة حول اغتيال أنس وتحولت الى انفلونسر، بحجّة أنها ليست جهة تنفيذية ولا تمتلك القوة للتحرّك! لكن، ماذا لو كان العكس، فاغتيل صحفيو الاحتلال، أو قتلت طالبان صحفية في أفغانستان، هل كنّا سنشهد السلوك وردّة الفعل نفسها؟!

رقيق القلب، سمح الخلق، ذو الوجه الطفولي: إبراهيم ظاهر. رفيق أنس منذ الصغر، عاشا الفرح معًا، وخاضا المهمات جنبًا إلى جنب. في توغلات جباليا، لا تكاد تجد صورة لطواقم الإسعاف إلا وإبراهيم بينهم، يعمل صحفيًا، ويقتطع من وقته ليكون مسعفًا متطوعًا، ليجمع الخير كله. سلامٌ عليكما في الجنة

من مقاعد الشرعية إلى منابر الحقيقة… لحظة واحدة غيّرت حياة أنس، فحوّلته إلى أسطورة في الصحافة كان أنس قد سجّل في الجامعة بتخصص مختلف عن الصحافة، لكن بعد أيام التقى بالصحفي عماد زقوت ابن مخيم جباليا فأخبره أنس انه التحق بكلية العلوم الشرعية. يومها قال له عماد: "أنا أرى فيك

بسم الله الرحمن الرحيم "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون" رحم الله حبيبنا الشهيد أنس جمال الشريف، الذي فدى غزة وأهلها بدمه الطاهر، وكان صوتهم نحو العالم، كاشفًا جرائم الاحتلال تجاه شعبه، ناقلًا لوجعهم وحصارهم، ومُوَثِّقًا ملامح الجوع والموت

هيهم الي بتطعنوا فيهم. هيهم سلاحهم جمبهم، وروحهم على ايدهم. هي الشجعان يا جبناء، هاي الرجال يا ذكور، هاي شرف الأُمة يا ذلها. حشر الله كل من طعن بهم، مع مَن قتلهم.

صورة مليئة بالحزن والفخر على حد سواء، رفع الله قدركم وتقبلكم في عليين وخذل من خذلكم

منذ استشهاد أنس الشريف نشعر أن شيئًا انكسر فينا وفي غزة كلها. غيابه عن الشاشة فراغ موجع، لم يكن صحفياً عادياً بل إنساناً استثنائياً عاش وجع الناس وشاركهم حبهم وجوعهم وخوفهم. كان صوته صادقاً وشجاعاً، يلمس القلوب ويجعلنا نعيش الحدث معه. رحل ورحل معه جزء من أرواحنا. نحن أيتامٌ بدونه

سواء كان الخبر حقيقة أم لا، فإن غزة هذا الشهر بالتحديد، فقدت أبرز أصواتها؛ الذين كانت الجماهير تزعم تعلقها بهم، ولم يتحرك أحد. هل تظنون أبو عبيدة كان ينتظر من الأمة مديحًا ورثاءً كاذبًا، أم فعلاً وإسنادًا لرفاقه؟ ساعات، وسينتهي مهرجان الرثاء كما انتهت من قبله، حتى يستشهد صوت جديد

أكثر ما يُحزن هو شبابنا الذين تم اعتقالهم في السابع من أكتوبر، لا حدا بحكي عنهم وعن أوضاعهم المأساوية، ولن تشملهم الصفقة، وما فيه أي معلومات عنهم، وفوق هذا معظم عائلاتهم استُشهدت..

هُنا صمودنا ..