تتزاحم على المرء أعباء الحياة وتتكالب عليه الأعمال حتى يتيه فما يجد نفسه إلا وقد ركد إيمانها وجفت في قلبه ينابيع الهدى، والمؤمن من ينتبه لنفسه في خضم ذلكم الزحام فيرفع أكف الدعاء إلى الله: اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي ولا إلى النار مصيري.

إن الجرأة في قول الحق من الأمور التي تنبع من إيمان صادق بالمبدأ، وتلك خصلة قد يُظن أنها أثر عن البسطة الجسدية التي خلق عليها بعض البشر، ولكنها في الحقيقة مما تُراض عليها النفوس حتى تعتاد عليها فتضحي من أجل ذلك بزخرف الدنيا وزينتها (ولا يخافون لومة لائم) ترى الرجل الهزيل فتزدريه!

أرأيت لسان الصدق عند رحيل المصلحين؟ أرأيت ألسنة الخلق تشهد لهم؟ أرأيت قلوب المؤمنين تتنهد لرحيلهم؟ أوتظن أن ذلك لعاطفة أخذت بجماع ألبابهم وتلابيب أفئدتهم؟ كلا والله إنها آثارهم التي تمشي على الأرض تشهد لهم أنهم مروا من هنا!

يريدون تمييع الدين بدعوى أن الحقيقة المطلقة لا يملكها إلا الله، وبشعار "اتركوا الخلق للخالق"، وبدافع الوطنية، ومن منطلق الحرية الشخصية ورفع الوصاية عن الناس. يظنون أن ذلك سبيل تقدم الأمة، والله يقول: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).

بقدر ما تجيْش نفوس المؤمنين حسرة وأسى على ما يحدث في المسجد الأقصى وما حوله فإنها تنتشي فرحا بما سطرته تلك الثلة المرابطة من بطولات، فهي كما أنها ذكرت جيل الانتفاضة بالقضية لفتت انتباه الجيل الذي حاولوا تغييبه عنها! #القدس_ينتفض #من_عمان_نحيي_المرابطين #غزة_تحت_القصف

إنه ليخيّل إليك وأنت تنصت للإمام وهو وهو يتلو آيات تجسّد واقعك أنها أنزلت الليلة!

العجب ممن يؤمن بقدرات جيش الصهاينة الذي لا يقهر -كما زعموا- وهو يقرأ قول الله تعالى: (ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا)، فهم منذ أن ضرب الله عليهم الذلة أذلاء محتقرون أينما كانوا لا يأمنون على أنفسهم وأموالهم (إلا بحبل من الله وحبل من الناس) كأمريكا والغرب، وبدون ذلك هم لا شيء.

أرأيت لسان الصدق عند رحيل المصلحين؟ أرأيت ألسنة الخلق تشهد لهم؟ أرأيت قلوب المؤمنين تتنهد لرحيلهم؟ أوتظن أن ذلك لعاطفة أخذت بجماع ألبابهم وتلابيب أفئدتهم؟ كلا والله إنها آثارهم التي تمشي على الأرض تشهد لهم أنهم مروا من هنا!

ألا لا حظَّ في علم لم تنل النفس منه إلا التدسية، ولذا لم يبعث النبي عليه السلام معلما فحسب، بل بعث مزكيا قبل أن يكون معلما (ويزكيهم ويعلمهم)، وهذا ما انتهجه العلماء الصادقون وجعلوا منه فلسفة تعليمية لخصوها في قولهم لطلبتهم: “تأدبوا قبل أن تتعلموا”.

كلام نفيس للعلامة المنير بن النير من سيرة له وجهها إلى الإمام غسان بن عبدالله (١٩٢-٢٠٧هـ)، وهو يصلح قاعدة في التعامل مع كل صاحب شبهة وقول باطل: “واعلم أن الوهن والتقصير وتألّف الناس على ما لا يوافق الحق لا يزيد في الرزق ولا يمد في العمر ولا يزيد أهله إلا مقتا ووهنا وخسارا”.

إني لأغبط أولئك الذين لهم حسابات يبثون من خلالها الخير ويصححون المفاهيم ويدافعون عن حياض الإسلام ويردون على الشبهات بأخلاق عالية وحجج قاضية، وهم فوق ذلك متوارون خلف أسماء لا تدل عليهم. إنهم والله وبإذن الله أبعد الناس عن العجب وأدواء القلوب وعللها.

“وقيل: كل شيء إذا ذهب منه شيء بقي شيء إلا الدِّين فإنه إذا ذهب منه شيء ذهب كله”. من كلام القاضي أبي عبدالله محمد بن عيسى السري للإمام راشد بن علي تحفة الأعيان | ١/٣٢٥

كيف يمكن لمن كان له اعتناء باللغة والأدب أن يشتغل بنصوص بائسة لا روح فيها عن التعبير النبوي الذي أوتي قائله جوامع الكلم؟! إن النص النبوي مخزون لغوي يغفل عنه كثير من الدارسين وطلبة العلم، وإذا كان القرآن كلامُ الله ذروة سنام البلاغة فإن أحاديث النبي ﷺ مؤيدة مسددة من الله جل وعلا.