مخموم القلب طيِّب الحياة في الدَّارين، قيل للنَّبيِّ ﷺ: أيُّ الناسِ أفضلُ؟ قال: 'كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللِّسان'، قالوا: صدوقُ اللِّسانِ نعرفُه، فما مخمومُ القلبِ؟ قال: 'هو التَّقيُّ النَّقيُّ، لا إثمَ فيه ولا بغيَ، ولا غِلَّ ولا حسدَ'.

من أحكام صيام الستِّ من شوال.

أفضل ما يُصام من أيَّام الأسبوع الاثنين ثمَّ الخميس، فمن تحرَّى صيام ستة شوالٍ فيهما اجتمع له فضيلتان، فإن وافق أحدهما أيَّام البيض اجتمع فيه مع الستِّ ثلاث فضائل، فمن نواها كلَّها عظُم أجره.

الجُمعةُ قُوْتُ قلبِك في الأسبوع، فلا تُضِع قُوتَه بالغفلة عنها، وإلَّا مرض قلبك فمات، قال النَّبيُّ ﷺ: 'من ترك ثلاثَ جُمَعٍ تَهاونًا بها طبعَ اللهُ على قَلبِه'

الصوم المقيد بالأيام فرضًا -كرمضانَ- أو نفلًا -كستِّ شوالٍ-؛ لا بُدّ أن تتقدَّمه النِّيَّة من اللَّيل، فالأمر معلَّقٌ بصوم اليوم، والأجر مرتَّبٌ عليه، وهو يبدأ بطلوع الفجر، والنِّيَّة تسبق العمل، أما الصوم المطلق، فيجزئ بنيَّة في أثنائه، ولو تأخرت،ويصحُّ ما لم يُصب مفطِّرًا قبله.

تُطهَّرُ القلوبُ والأبدانُ في الجُمُعة، فيطهُرُ الباطنُ والظَّاهرُ، ويتجدَّدُ الإيمانُ، بما يكونُ فيها من العملِ الصَّالحِ، فافعلوا الخيرَ، واحذروا المعاصيَ، لتذوقَ قلوبُكم العسلَ المُصفَّى من حلاوةِ الإيمانِ.

الأجرُ الوارد في صيام الستِّ من شوالٍ مشروطٌ بشرطين:
١-إيقاعها بعد رمضانَ فلا بُدَّ من القضاء لمن كان عليه شيءٌ منه.
٢-أن تكونَ الستُّ كلُّها في شوال.

تقبل الله منا ومنكم، وأعاد رمضان علينا وعليكم ونحن في صحة وعافية.

استقبلوا عيدكم بتطهير قلوبكم وأعمالكم، كما تستقبلونه بتطهير أبدانكم وثيابكم.

الفرح في العيد عبادةٌ بها تبتهج النُّفوس، وتسعد الأرواح، فتأتلف القلوب، ويزول كدرها، كم كان فيه من اجتماعٍ بعد فرقةٍ، ووفاقٍ بعد خلافٍ، ومودَّةٍ بعد بغضٍ؛ اجعلوا العيد أكثر بهجةً.

(الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله): الله أكبر من كلِّ كبيرٍ؛ فهو المعبود حقًّا بالتَّوحيد.
(والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد): الله أكبر من كلِّ كبيرٍ؛ فهو المستحقُّ أكمل التَّحميد.

🌺الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلَّا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد🌺
لا تغفلوا في ليلتكم هذه عن تكبير الله على ما هداكم، فالعمل الصَّالح يعظم أجره لمن أدَّاه، والنَّاس عنه في غفلةٍ.

خطبتا العيد ليس فيهما شيء مسند صحيح، وأمثل مافيهما مرسل عن سعيد بن المسيب
-رحمه الله تعالى- أحد التابعين لكنّ الأمةَ قاطبةً لم تزل قرنا بعد قرن على جعل الخطبة للعيد خطبتين، ولم يحدث جعل الخطبة للعيد واحدة إلا في السنوات الأخيرة، فمثل هذا جرى فيه النقل العام مغنياً عن النقل الخاص.

تنبيهات عن وداع رمضان.

لو لم يَبقَ من رمضانَ إلا ساعة، فاجعلها عملًا بطاعة.

آخرُ المشروبِ الحلوِ أبقى في الفم طعمًا، وآخرُ العملِ الصالحِ أبقى في القلب لذَّةً.

فجرُ الثَّلاثين فرحُ العاملين: زيادةُ يومٍ يُصام، فيه صلواتٌ وصدقاتٌ وقراءةُ قرآنٍ وذكرٌ ودعاءٌ؛ ليكون مسكَ الختام، ورُبَّ عبدٍ يُعتق فيه لم يكن قبلُ من العتقاء.

آكد الأعمال في آخر رمضان أربعة: زكاة الفطر، والاستغفار، والشُّكر، والتكبير.
وأفضل الاستغفار: أستغفر الله وأتوب إليه، وأفضل الشّكر: الحمد لله.
وأفضل التكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، ويبدأ التَّكبير من غروب شمس ليلة العيد إلى صلاته.