«لُغة الإنسان هي ذاته بل شخصيته، بل أتعدّى هذا لأقول: هي روحه، وإنّ من المؤسف على الساسة أنهم حين يزورون البلاد الغربية لا يتحدثون بلغتهم، بالمقابل، نجد أي رجل من الساسة حين يزور بلادنا العربية يتكلم بلغته، مما يدل على أن شعوب العالم تحترم لغتها».

[كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ]

بعض البشر يجتهد في تنظيف كل تفصيلة من مظهره ومنزله ومأكله وملبسه، ولا يفكّر في تنظيف قلبه المُكتظّ بالسخائم، هل تدرك أن الحقد لا يؤذي إلا صاحبه؟ الحقد يشبه الفساد الذي يصيب الغذاء، إن لم تزِلْه عنك استولى على بدنك وأَهْلَكَ عافيتك، فادعُ الله أن يسلل سخيمةَ قلبك.

لا خيرَ في المُثقّف الفارغ الذي لم يثمر علمه في لسانه وأخلاقه ونواياه، لا خيرَ في المُثقّف الجافّ الذي لا يظهر إحسانه لأهلِهِ وزوجِهِ، لا خيرَ في المُثقّف المتكبّر الذي يرى نفسه أعلَم أهل الأرض. «المُثَقَّف» هذا الوصف البَرَّاق يصبح بلا قيمة إنْ لم يُعْمَل بِهِ.

أصعب الناس انجذابًا إلى غَيْره، مَن يَستثيره الجانبُ العقليّ فيهم، لأنهُ يحتاج إلى مزيدٍ من الوقت حتى يتعرّف إلى عقلِ إنسانٍ مّا، فالعقلُ إدارةٌ ضخمة أعمق من أن تطفو على السطح، ولا تنكشف إلّا بكثرةِ المعاشرةِ والمحاورةِ، ومِن ثَمَّ، مِن الصعب أن تُرضي إنسانًا ينجذب إلى المخابر.

هذه القواميس لِمَن يريد أن يتعلّم أصل الكلمات ومعانيها.

أيُّ شيءٍ تبالغ في كراهيته يتكرّر في حياتك، وأيُّ شيءٍ تبالغ في التعلّق به يختفي من حياتك، والحكمةُ من ذلك أن تتعلّم التوازن، فلا تتطرّف في أي شيء، هذه نصيحة قلبيَّة.

كلُّ شيءٍ يُجْبَر بالصبر، فَهُناك مَن تهشَّم صدره مِن الأثقال والعذابات المستورة، ومع ذلك تراه لا يلبس من اللباس إلّا أحسنه، ولا يتكلم من الكلام إلّا أطيَبَه، ولا يمتنع عن لحظات السرور، ولا يكلّ من التبسُّم، ولكن كيف! كيف عاش! عاشَ بأعظم صفة يُستدَلّ بها على قوّة الإنسان.

كُن لنفسك بنفسك تَجِد أُنسك في أُنسك، وطهِّر نفسك من الحُرقة على فائت الدُنيا، وقدِّس نفسك من الأسف على ما لم تُرْزَق في الأولى، وتطامَن لحكم الحقِّ وإنْ شقَّ عليك، فإنَّ ذلك أنهضُ بك وأشد لاستقلالك.

[التوحيدي – الإشارات الإلهية]
t.me/Iladynour/1822

وجدتُ أنّ الإنسان الذي يحفظ مشترياته الثمينة مدّة طويلة يفعل الشيء نفسه في علاقاته العاطفية، فإنه حين يشتري لا يختار إلّا الأصيل من الأشياء ويستعملها مدى الدهر، وحين يرتبط لا يختار إلّا الشريف من البَشَر ويحرص أيَّما حرص على حفظ صلته به حتى الممات.

«قيمةُ الجَمَال»

لا يهمّني ما يقوله أيُّ شخص أو يفعله، فمهمَّتي أن أكون صالحًا مثل الذهب، أو الزمرد الذي يكرِّر لنفسه قائلًا: «لا يهمّ ما يقوله أي شخص، فمهمَّتي أن أكون زمردًا وأحتفظ بِلَوني».
t.me/Iladynour/1824

الإهمال يقتل كل شيء حَي، يقتل الصِّلَة بين المُتحابَّيْن مَهْما بلغ عمقها، ويقتل الإنسان الحَسَّاس ويجعله شحيح العاطفة، ويقتل الإنسان المِعطاء ويجعله مُنقَبِض اليدين، ويقتل الإنسان الوَفِيّ ويجعله يرحل إلى الأبد إلى أرض تليق به ويليق بها، فالإهمال صورة مُصغَّرة مِن الموت.

ينبغي للكاتِب المُبدِع أنْ يكتُبَ بلُغَةٍ يفهمها عَوَامّ الناس وخواصّهم، ذلك يعني بأن يجعل أسلوبه الأدبيّ قريبًا من العقول، ويتجنّب الكلمات التي يندر استعمالها، حتى لا يُشْغَل ذهنُ القارئ بفهم الكلمةِ عن خُلاصةِ النَّصِّ.

مَن يَكتم عَطْفَه إنسانٌ مَحرُوم، فالقلبُ العَطُوف أثمن قلب في الدنيا، أمَّا قسوة القلب، فإنها تورث صاحبَها بَلادةً في الفهم، وثقلًا في الحضور، فما فائدتك إن كنت تملك عقلًا راجحًا ولسانًا فصيحًا وروحًا مزّاحة إذا كان قلبك لا يحوي ذَرّة من العَطف؟ لا سيَّما مع الذين هُم أولى به.

حين كنت مُراهِقة كانت أمي تتعجّب من نَفَسِي الطويل في العِناد، فإذا عارضني إنسان اِزدَدتُ عنادًا، إذ إني كنت أرى نفسي صوابًا في كل شيء، وحين كبرت أنعم اللهُ علي بالبصيرة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فأدركت بأن العيب ليس في العناد ذاته بل في موضع استعماله، فأصبحت لا أعاند الناس…

إذا وثقت بخالقك الذي اختصّك بمزاياك ودعوته بيقين لا يخالطه شك فقد اكتسبت قوة النفس، لأن الدعاء بيقين يعني الثقة بالخالق، أما المخلوق الذي لا يثق بخالقه فلن يستشعر الثقة بنفسه أو بالآخرين، ذلك بأن الله هو المرجعية التي تُستمَد منها الثقة الحقّة.

[مقتطف من مقالتي: متلازمة المحتال]

المِنْحاص: المرأةُ الطويلة الدقيقة.

والله ثُمَّ والله لا حال يدوم، هل ترى هذه الهموم التي تضايقك الآن؟ بعد مُدّة ستنفجر ضَحِكًا من طريقة تفكيرك نحوها، فإنّ الوقت علاج فعَّال.

بعض الناس يميل إلى التَّصَادُم، والتهجُّم، والتكبُّر، والنقد الحَادّ، ثم يقول عن نفسه مُتفاخِرًا: «شخصيتي صعبة»، والحقيقة أن شخصيته هَشَّة، أمّا الشخصية الصعبة فهي لَيِّنة لكنها ذات أسوار منيعة يَتهيَّبها صغار العقول لأن حدودها واضحة، وقِيَمها سليمة، وأخلاقها سامية.